الهلالي: الشيخة عند المغاربة بدون تنطع ولا تطبيع ليست إلا فسوق وفجور وإفشاء للفاحشة
هوية بريس – امحمد الهلالي
المدهش في حالة الهستيريا التي أصابت القوم في مواجهة كلمة حق صدح بها شيخ عالم ومثقف وعصري وولد الوقت الشاب ياسين العمري وهو ينكر المنكر بلسانه في شهر الصوم عن الفحش والتفحش وضد الابتذال الفني والمنكر الإعلامي الذي يعمد إلى تحويل ظواهر التسكع والتفحش والبذاءة الموجودة في الهامش ونقلها إلى الصدارة وتقديمها نموذجا للاقتداء والافتخار، وخاصة أمام النشء وفي شهر الصوم والصيام والقيام وفي قناة عمومية تمول بالمال العام، ما أدهشني حتى لا أقول شيئا آخرا هو ادعاء السيد عبد الرحيم بوعيدة الذي نحسبه من المناضلين والمثقفين -ادعاؤه- أن الشيخة حاربت الاستعمار، والسؤال الذي نطرحه عليه إذا كانت الشيخة حاربت الاستعمار فماذا كان يفعل المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي؟
فلا حول ولا قوة الا بالله.
وما أعجبني أيضا هو اعتذار المهداوي حميد الذي خصص حصة لتعديل القول في الموضوع مع احتفاظه برأيك بوصفه إعلامي يتناول جميع الظواهر بما فيها تلك الموجودة في الهامش وتناولها إعلاميا ونقديا جنبا إلى جنب مع الاقرار للعالم بحقه في معالجة هذه الظواهر وإنكارها ونقدها ورفض تحويلها إلى نموذج دون تعيين أو تحريض، وكل ذلك في ظل حق المجتمع في رفض أو قبول ما تقدمه تلفزاتهم لهم وباسمهم وبأموالهم ومطالبتها بسياسة إعلامية تنسجم مع هويتهم ومعتقدهم وأشواقهم خاصة في بعض المناسبات ومنها رمضان الكريم وهذا الاعتذار خليق بأن يقبل وأن توجه إلى صاحبه تحية وتنويه، على أن يتواصل النقاش والحوار حول النموذج القيمي المغربي المنطلق من الدستور المغربي ومن المشروع المجتمعي الذي ارتضاه المغاربة جيل بعد جيل وأن يذعن المسؤولون إلى احترام عقيدة الشعب الذي يدفع لهم أجورهم.
وفي الجملة فإن “الشيخة” رغم تعامل المغاربة معها بتسامح عملي وإشفاق أخلاقي وتسام قيمي وعدم يأس ديني من رحمة الله لعلها تشملها وتشمل كل من يسرف على نفسه، فيكتبها من التوابين الأوابين ويأذن لها ربها بتوبة نصوح تمحو بها نوبها وتبدل بها سيئاتها حسنات وتختم لها بالحسنى.
لكنها في الموقف النظري دينيا وأخلاقيا وقيما ودون تعيين، مراعاة لما سبق، فإن “تاشياخت” نسبة إلى الشيخة بالمعنى الذي يعرفه المغاربة بدون تنطع ولا تطبيع ليست إلا فسوق وفجور وإفشاء للفاحشة، إلا أن يتغمد الله أصحابها بمغفرة من عنده امرأة كانت أو ذكر، وأن تبادر من إسرف أو أسرفت على نفسها إلى المسارعة بالتوبة إلى ربها عسى أن تشملها رحمة الله ومغفرته التي تشمل الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم قال تعالى:
“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ“.