الهند تعتقل قاصرين مسلمين وترغمهم على دراسة الهندوسية بدلا من الإسلام
هوية بريس – وكالات
نشرت منصة “واير” الهندية تحقيقا صحفيا عن تجربة لقاصرين مسلمين في الإصلاحيات، تم إجبارهم فيها على سماع أناشيد هندوسية، فضلا عن تعلّم قراءة الكتب الهندوسية مثل كتاب (جيتا) المقدس حسب العقيدة الهندوسية.
وذكرت المنصة الهندية أن أغلب الأطفال من سكان مدينة (خارجون) بولاية ماديا براديش وسط البلاد التي شهدت في أبريل الماضي أعمال عنف بين المسلمين والهندوس، قامت على إثرها الحكومة الهندية بهدم منازل ومساجد ومتاجر تابعة للمسلمين.
وكشف التحقيق أن الشرطة الهندية ألقت القبض على نحو 200 شخص من بينهم 12 قاصرا تم إرسالهم إلى إصلاحية الأحداث في مدينة (خارجون) بعد حبسهم احتياطيا في مركز شرطة.
وكان الشقيقان عمير (15 عاما) وميرزا (17 عاما) من بين الأطفال الذين أُلقِي القبض عليهم ليلة 12 أبريل، وتم إرسالهم إلى مؤسسات إصلاحية تابعة للحكومة.
وقال الأطفال إنهم على مدار 30 يوما، تعرّضوا لشتى أنواع العنف الجسدي والمضايقات المستهدفة والحرمان من الطعام والماء، فضلا عن تسفيه معتقداتهم الدينية والثقافية، مثل الصلاة وأكل اللحوم.
وقال ميرزا ”لقد أرغمونا على أخذ كتاب جيتا، وأجبرونا على قراءته”.
وأضاف “كنا 12 طفلا، وكان هناك عدد أكبر من الأشخاص بشكل عام. أجبرونا على القيام بالأعمال المنزلية، وطلبوا منا الجلوس مثل الدجاج ثم ضربونا”.
وتابع “كان علينا أن نشرب الكثير من الماء لأننا لم نأكل بشكل كافٍ”.
وذكر عمير وميرزا أنهما أصيبا بجروح خطيرة أثناء احتجازهما في الإصلاحية.
ولم يكن عمير وميرزا الطفلين الوحيدين الذين جرى اعتقالهم، فقد تم احتجاز بالغين بمن فيهم والدهما واثنان من أعمامهما في الليلة ذاتها، حيث تم إيداعهم سجن مانداليشوار بالولاية، ولا تزال قضيتهم قيد التحقيق.
وكشفت المنصة الهندية أن قائد شرطة مدينة خارجون -ويُدعى بي إل ماندولي- أكد إرسال الأطفال إلى الإصلاحية، ولكنه رفض ادعاءاتهم بالتعرض للتعذيب والعنصرية بسبب دينهم الإسلامي.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نظمت نساء في المنطقة مسيرة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن المحتجزين على الفور أو تقديمهم للمحاكمة العادلة.
ونقل التحقيق عن أعضاء “جماعة الإصلاح الإسلامية”، المنسقة لقضية الأسر المسلمة في (خارجون)، أن التحقيق في القضية أحادي الجانب ولا يتم بطريقة عادلة.
وقال أحد أعضاء الجماعة “أصيب أحد الأطفال بصدمة نفسية لدرجة أنه حاول الانتحار ولكن تم إنقاذه في الوقت المناسب. نحن نكتشف نمطا لكيفية تعامل السلطات الهندوسية مع الأطفال المسلمين من خلال إرسالهم إلى السجون دون تحقيق ولا محاكمة”.
وتأخذ العنصرية ضد المسلمين في الهند وتيرة متصاعدة منذ سنوات، ولكن ما حدث مع أطفال مدينة (خارجون) يمثل أمرا جديدا في البلاد، ويشبه في تفاصيله معسكرات إعادة التعليم التي تحتجز فيها الحكومة الصينية الآلاف من المسلمين الإيغور، والتي تهدف إلى نزع هويتهم الإسلامية، وتعليمهم طرقا حياتية تتناسب مع الصين، حسب “الجزيرة مباشر”.