الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ تستنكر عرض مسلسل “معاوية” (بيان)

03 مارس 2025 17:23

هوية بريس – متابعة

استنكرت الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم في بيان لها وأدانت عرض مسلسل “معاوية” في مجموعة قنوات (mbc).

كما دعت المسلمين إلى مقاطعته واجتناب مشاهدته، فإن كل من أسهم في ترويجه شريك في إثم تشويه صحب النبي ﷺ وخير أجيال الأمة.

وهذا نص البيان كاملا:

“بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللهﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه..

وبعد؛

تستنكر الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ ما أقدمت عليه مجموعة قنوات (mbc) بإنتاج مسلسل “معاوية” الذي جرى الامتناع عن عرضه قبل سنتيْن، ثم جاءت الأخبار مفاجئة بعرضه في رمضان لهذا العام قبل حلول الشهر الكريم بأيام قليلة.

وأيًّا ما تكن الأسباب الحقيقية التي دعت إلى إيقاف عرضه، ثم التي دعت الآن إلى بثه والتراجع عن هذا التأجيل، فإن الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ تدين بث هذا المسلسل، وتدعو الجهة المنتجة والقنوات الناقلة إلى الامتناع عن عرضه، ثم تدعو المسلمين إلى مقاطعته واجتناب مشاهدته، فإن كل من ساهم في ترويجه شريك في إثم تشويه صحب النبي ﷺ وخير أجيال الأمة، لاسيما خال المؤمنين صهر رسول اللهﷺ وكاتب الوحي، خليفة المسلمين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم.

لقد استقر الموقف الشرعي في سائر القرون الإسلامية على الكف عما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم، وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة الذي نطق به علماؤهم من المذاهب الأربعة، وذلك رعاية لدين الناس وحفاظا على محبة الصحابة التي هي جزء من الإسلام، وهو الموقف الذي لخصه قول عمر بن عبد العزيز -وهو الأموي نسبا من جهة الأب، العُمَري نسبا من جهة الأم- “تلك دماء طهر الله منها سيوفنا، فلنطهر منها ألسنتنا”.

والسبب في ذلك أن الفتنة موضوعٌ خلافي معقَّد وحسَّاس، انقسم فيه الصحابة إلى ثلاث مذاهب: قسم كان مع علي رضي الله عنه، وقسم كان مع معاوية رضي الله عنه، وقسم اعتزل الفريقيْن ولم يتبين وجه الحق فيه.

ومثل سائر الأمور الخلافية التخصصية الدقيقة في كل علم من العلوم، فإنها لا تُطرح على عموم الناس لأن أكثر الناس لا يستوعبها، فكيف إن كان الأمر متعلقًا بالدين الذي فيه سعادة المرء في الدنيا، وفيه نجاته في الآخرة.

وإن عرض المسلسل يخلو من الشروط اللازمة التي أجاز فيها العلماء تناول ما وقع بين الصحابة، وهو أن يكون التناول بعلم وعدل، وأن يكون ذلك لأهله الضابطين للأقوال، أو جوابا على شبهة لمن تمكنت منه، فهذا المسلسل:

1. لم يكتبه من هو أهلٌ لذلك، فليس كاتبه معروفا بالتخصص في الشريعة ولا في التاريخ، ولا هو معروف بالنزاهة والأمانة الأخلاقية، بل المعروف عنه غير ذلك، فإنما هو صحافي تخرج في المقار الأمنية ويعمل لصالحها، وله مواقف شنيعة قبل ذلك، منها ما نشره في صحيفة اليوم السابع من عناوين احتوت على إساءات شنيعة للنبي ﷺ ولزوجاته الطاهرات بتاريخ (27 يوليو 2010م).

2. لا يُعرف من راجع نصوصه ومشاهده وأقرَّه من العلماء الصادقين المتخصصين في الشريعة وفي تاريخ هذه الفترة من صدر الإسلام.

3. يُطرح هذا المسلسل على عموم الناس بأدوات التأثير النفسي العاطفية الصاخبة، كالموسيقى والإضاءة وأنواع الخدع الفنية الأخرى، التي تحرص على تحقيق الإثارة والجذب، لا على تقديم المعلومة الصادقة الأمينة التي تخاطب العقل الواعي.

4. كذلك فإن الجهة المنتجة معروفة بمواقفها العديدة ذات السجل المشين في معالجة القضايا الإسلامية، وفي الحرص على تغريب المجتمعات المسلمة وإعادة تقديم ما يشوه الدين وينشر الانحلال الأخلاقي والإلحاد الفكري.

5. اختيار ممثلين يقومون بأدوار الصحابة ممن عرف عنهم الانحلال وتزيين الحرام، ويقومون في الوقت نفسه بأدوار أخرى للشواذ والمخمورين.

6. على الجهات العلمائية الرسمية أن تتخذ موقفا حاسما تجاه العبث بسيرة الصحب الكرام وآل البيت الأطهار، وأزواج النبي ﷺ وأصهاره، لأن المسؤولية عليهم أكبر من غيرهم.

وعلى رأي من ذهب من العلماء المتأخرين بجواز تجسيد صحابة النبي ﷺ، فإنهم أجازوها بشرط أن يكون العمل مُعَظِّما لهؤلاء الصحابة، ومُقَدِّما لهم على النحو اللائق بهم والصورة الواجبة في حقهم، وقد خلا هذا المسلسل من ذلك كله، بل تُكشف فيه العورات وتزين السيئات، بما لا يتناسب مع مقام القدوات الذين هم غرس يد النبي وثمرة تربيته وتعليمه وتوجيهه، والصحابة منذ كانوا هم مدخل المنافقين إلى النبي ﷺ، فما من أحد يتناولهم بالسوء إلا وهو يطعن لزوما في النبي نفسه، وذلك ما استنبطه الإمام مالك فقال: “إنما هؤلاء قوم أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين”، ولذلك قال الإمام أحمد: “إذا رأيت الرجل يذكر أحدا من أصحاب النبي ﷺ بسوء فاتهمه على الإسلام”.

ونحن في الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ ننصح عموم المسلمين، لا سيما في شهر رمضان المبارك، أن يتفقدوا أحوال قلوبهم كما يتفقدوا أحوال دنياهم، وأن يحرصوا على أن لا يتسرب إلى قلوبهم شيء من بغض الصحابة أو الوقيعة فيهم، وهم الذين أمر النبي ﷺ بالاقتداء بهم، وهم الذين نقلوا لنا هذا الدين بجهادهم وتضحياتهم الغراء.

ونسأل الله تعالى أن يهيئ لأمتنا الإسلامية أمر رشد، يحول به بين أن يسرح المتلاعبون الفساق بسيرة خير الناس وأعلام نبلائهم، وأن يكون تناول الدين شأنا مصانا محفوظا لا يجرؤ عليه إلا من كان أهلا له، كما هو في بقية الشؤون الأخرى التي هي أدنى من الدين، فما من بلد يسمح بممارسة الطب أو الصيدلة أو الهندسة لغير المتخصصين فيها، فكيف صار الدين أهون الشؤون كلها؟!.

والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
12°
15°
الثلاثاء
17°
الأربعاء
18°
الخميس
20°
الجمعة

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M