“الوحدة الصهيونية 8200” لتزوير المعلومات بخصوص فلسطين في مواقع التواصل الاجتماعي

06 نوفمبر 2023 11:57

هوية بريس- متابعات

لا يفوّت الاحتلال الصهيوني فرصةً أو وسيلةً يحاول من خلالها ترجيح كفة ميزان النصر لصالحه. فبعد تيقّنه من فشل سلاح الجو في تحقيق أهدافه، إلّا قتل المدنيين العزّل، وبعد دحر قواته البرية أمام بسالة المقاومين، وصمود شعب المقاومة أمام منظومته الإعلامية، انتقل العدوّ الى سياسة دسّ السم بين أوساط الشباب العربي، عبر التوغّل بينهم بصور مختلفة وتحت أسماء وهمية.

استغلّ العدو الصهيوني إقبال الشباب بكثافةٍ على وسائل التواصل الاجتماعي، مستفيدًا من الحريات الواسعة التي تتيحها هذه المواقع، فقام بتجنيد آلاف الشباب الإسرائيليين ليشكلوا أكبر جيشٍ إلكتروني، لنشر الفكر الصهيوني والتوغل في أعماق العالم العربي لضرب القيم الأخلاقية والإنسانية والعقائدية.

يعمل أفراد هذه المجموعة على بث الفتن وترويج الإشاعات، بالإضافة الى استهداف الناشطين والمثقفين وتأجيج فتن مذهبية دينية، وذلك عبر انتحالهم أسماء عربيةً وهمية، وفتح صفحات بمواضيع مختلفة، في سبيل خلق روابط افتراضية مع العرب، أو استغلال هفواتهم لأهداف استخباراتية صهيونية. وأول من يتبادر الى الذهن عند الحديث عن الأساليب الصهيونية الناعمة.
تنتمي هذه المجموعة إلى الوحدة “8200” التي يشار اليها باسم وحدة “SIGINT” الإسرائيلية، التابعة لثاني أكبر جهاز للتنصت والتشويش والتجسس والتكنولوجيا الإلكترونية في العالم، بعد أميركا. فما هي هذه الوحدة؟ متى تمّ تأسيسها، وما هي طبيعة عملها؟

تتبع “الوحدة 8200” الى جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، الذي يعتبر أكبر الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، والذي دشّنها منذ ثلاثة عقودٍ كقسمٍ متخصصٍ في مجال التجسس الإلكتروني. تظهر الوحدة “8200” في المنشورات الصهيونية العسكرية باعتبارها الوحدة المركزية المسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، عن طريق جمع إشارة “SIGINT” وفك الشفرة.

تهدف الوحدة “8200”، التي يقودها ضابط كبير برتبة عميد، الى المساهمة في تقديم رؤيةٍ استخبارية متكاملة، مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء. وتعتمد الوحدة على ثلاثة أوجه من العمل الاستخباري وهي: الرصد والتصنت، التصوير، والتشويش. ويتطلب هذا النوع من المهام مجالًا واسعًا من وسائل التقنية المتقدمة، حتى أنّ حكومة الاحتلال قد سخّرت مجمع الصناعات العسكرية الصهيونية بخدمة القائمين على هذه الوحدة، فيقوم المجمع بتطوير أجهزةٍ إلكترونية بناءً على طلباتٍ خاصة من القائمين على الوحدة، تخدم أهدافهم الاستخباراتية.

وبعد الكشف عن عمليات التنصت الواسعة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأميركية على حلفاء للولايات المتحدة، سلّط المعلق العسكري الإسرائيلي عمير رايبوبورت الضوء على الدور الذي تقوم به الوحدة “8200”، مشيرًا الى أنّ التقدم الهائل الذي حققه الكيان في مجال صناعة التقنيات المتقدمة قد وظف بشكلٍ كبير في تطوير وتوسيع عمليات التنصت التي تقوم بها الوحدة.

وأوضح رايبوبورت إلى أنّ الحواسيب المتطورة التابعة للوحدة “8200” قادرة على رصد الرسائل ذات القيمة الاستخباراتية، من خلال معالجة ملايين الاتصالات ومليارات الكلمات.

وعن العمل التجسسي على وسائل التواصل الاجتماعي، كشف تحقيقٌ أعدّه المعلق العسكري يوآف ليمور النقاب عن أنّ تحولًا قد طرأ على عمل الوحدة “منذ أنّ تفجرت الثورات العربية”.

وأشار ليمور في تحقيقه، الذي نشر على موقع صحيفة “إسرائيل اليوم”، إلى أنّ الوحدة “8200” باتت تهتم بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها الشباب العربي، لا سيما فايسبوك وتويتر، لبناء تصوّرٍ بشأن التحولات التي يمكن أن تطرأ في العالم العربي.

ولفت ليمور إلى أنّ الوحدة 8200 مسؤولة أيضًا عن قيادة الحرب الإلكترونية في جيش الاحتلال، علاوةً على قيامها بعمليات تصوير، فضلًا عن أنّ الضباط والجنود العاملين في إطارها يتولون القيام بعمليات ميدانية أثناء الحروب والعمليات العسكرية.

وأوضح ليمور أن الوحدة تضم بين صفوفها ضباطًا وجنودًا يقومون بمرافقة قوات المشاة أثناء العمليات العسكرية والحروب، حيث يتولّون جمع المعلومات الاستخبارية التكتيكية من أرض المعركة، مشيرًا إلى أنّ الوحدة لعبت دورًا أساسيًا في الحرب الإلكترونية ضد المشروع النووي الإيراني، وأسهمت في تطوير فيروس “ستوكسنت”، الذي استهدف عام 2009 المنظومات المحوسبة التي تتحكم في أجهزة الطرد المركزية المسؤولة عن تخصيب اليورانيوم في المنشآت النووية الإيرانية، مما أدى إلى تعطيلها.

(المصدر: موقع الصفصاف العربي)

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M