الودغيري: السوق الفرنكفونية سوق تجارية كبرى قبل أن تكون ثقافة ولغة..
هوية بريس- محمد زاوي
نشر عبد العلي الودغيري، الناشط في مجال الدفاع عن اللغة العربية، مقالة على صفحته ب”فيسبوك”، بعنوان “الفرنكفونية والاقتصاد”.
وجاء في المقالة أن “أقرب مثال على ارتباط الفرنكفونية بالاقتصاد الفرنسي هو الكتاب المدرسي للمواد المفرنَسة التي أصبحت المدارس الخاصة تفرضها على التلاميذ المغاربة بعد التراجع عن التعريب. فهذه الكتب تباع بأثمان باهظة جدا تضاعف أثمان الكتب العربية عدة مرات، كما لاحظ ذلك عدد من الناس. وسبب ذلك أن هذه الكتب يؤلفها فرنسيون وتطبع في فرنسا، وتصدَّر إلى المغرب بأثمان لا تتناسب تماما مع القدرة الشرائية لأولياء التلاميذ”.
وأضاف الودغيري: “اللغة مرتبطة بالإنتاج، والإنتاج هو المادة الأساسية التي تقوم عليها التجارة والاقتصاد، وصناعة الكتاب المدرسي والجامعي، من أهم المنتوجات التي تتحول إلى بضاعة تُدرّ أموالا طائلة على الدولة المُنتِجة. يمكن بعد هذا أن نقيس على الكتاب المدرسي أشياء كثيرة تدخل في العملية التعليمية. ونقيس على ذلك أيضا أشياء أخرى لا حصر لها من المواد والبضائع التي نضطر لاستيرادها واستهلاكها في حياتنا اليومية، بسبب ارتباطنا بالسوق الفرنكفونية. ومن منا يستطيع أن يُنكر أن الفرنكفونية هي سوق تجارية كبرى قبل أن تكون ثقافة ولغة؟”.
ثم زاد: “علاقة اللغة بالاقتصاد من الأمور الخطيرة التي لا تَعي أهميتَها بلدانُنا العربية. فلغتنا العربية الجامعة بإمكانها أن تتحول إلى أداة لتكوين سوق اقتصادية قوية جدا للمجموعة العربية وما يرتبط بها من دول إسلامية كثيرة. لكننا تعودنا على الكسل والاعتماد على لغات الآخرين، أي على أدوات إنتاجهم الفكري والثقافي والعلمي والمعرفي التي تتحوّل إلى أدوات للإنتاج الاقتصادي. نحن تعوّدنا على التفريط في كل موارد ثرواتنا الحقيقية: أدمغتنا وعقولنا، وسواعدنا، ولغتنا، والتنكُّر لها”.
وختم الودغيري مقالته بالقول: “هذا الموضوع تناولته في بحث موسَّع بكتابي: العربية أداةَ للوحدة والتنمية وتوطين المعرفة، فليرجع إليه من شاء” .