الوزيرة وخارطة الطريق السياحية بالمغرب.. التفاصيل التي تختفي فيها الشياطين
هوية بريس – متابعات
أثناء مطالعة الصور التذكارية التي نشرتها وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور على صفحتها في فيسبوك، حول اللقاء الذي حضرته في منطقة فاس-مكناس ضمن المحطة السابعة من الجولات الجهوية لخارطة طريق السياحة 2023-2026، بدا للكثيرين أن الشاشة التفاعلية والبطاقات التقديمية للضيوف والمنصات الرقمية مكتوبة باللغة الفرنسية، مما يوحي بأن اللقاء نظم في باريس وليس في فاس-مكناس.
وبالرغم من أن استخدام اللغة الفرنسية في هذا اللقاء لم يكن سوى تفصيل صغير، إلا أن هذه التفاصيل الصغيرة تثير الاستغراب والانتقادات.
وذكرت “الأخبار” أنه من خلال استخدام بعض الوزراء والمسؤولين اللغة الفرنسية أثناء مشاركتهم في الأنشطة العامة والوطنية، وحضور الثقافة الفرنسية في تفاصيل أنشطتهم الرسمية، يتضح أنهم يسعون لتحقيق استفزاز للمغاربة ويعتبرونها كفرصة للتصعيد في الصراع الدبلوماسي مع باريس.
هذا الأمر لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال، خاصةً من وزراء حكومة انتخبتها إرادة الشعب المغربي، وليس إرادة الشعب الفرنسي.
والمشكلة الكبرى هي أن بعض الوزراء يرون أن استخدام اللغة الفرنسية هو شكل من أشكال الكفاءة، وينسون أن وزراء الدول الأخرى مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وروسيا والصين واليابان يتحدثون بلغاتهم الأم في المؤتمرات الدولية وحتى في الاجتماعات الرسمية الداخلية التي تعقد في بلدانهم، حتى لو كانت موجهة للخارج.
وأضافت اليومية أن ما يزيد الأمر سوءًا هو أن بعض الوزراء لا يدركون أن استخدام اللغة العربية ليس مجرد شكلية، بل هو إلزام دستوري وثقافي وتاريخي.
فتجاهلهم للغة العربية يعد انتهاكًا للدستور والقوانين والنظام.
قد يكون من المفهوم أن يتحدث بعض الوزراء باللغة الفرنسية في النشاطات الخارجية لبعض الوقت، لكن ذلك لا يعني أنهم يجب أن يتحدثوا باللغة الفرنسية في جميع الأوقات وفي الأنشطة الداخلية.
لقد أصبحت اللغة الفرنسية لغة رسمية في الواقع، بالرغم من عدم وجود ذكرها في دستور المملكة.
في النهاية، يجب أن نشدد على أن تجاهل بعض الوزراء للغة العربية في إدارتهم اليومية لشؤون المغاربة يشكل انتهاكًا لهوية البلاد ويهدد الأمن اللغوي للمغاربة ويعتبر إهانة للدستور والنصوص القانونية والرسمية.
لذا، يجب التنبيه والتحذير من هذا الأمر، حتى لا ينسى وزراؤنا أنهم أعضاء في حكومة المغرب وليسوا وزراء في حكومة دولة أخرى، تضيف “الأخبار”.