الوكيل العام للملك: نحن مجتمع إسلامي مرجعيته كتاب الله وسنة سيد الخلق

10 فبراير 2025 23:11

هوية بريس – علي حنين

احتضنت العاصمة الرباط، أمس الأحد 09 فبراير الجاري، لقاءً تواصليًا نظمه المجلس العلمي الأعلى حول مشروع “خطة تسديد التبليغ”، بحضور شخصيات بارزة من مجالات مختلفة.



وفي كلمته بهذه المناسبة، أبرز محمد عبد النباوي، الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة، دور العلماء في ترسيخ مبادئ العدالة.

وأوضح أن القضاء ارتبط على مر التاريخ بالعلماء، فهم من وضعوا قواعده وصنّفوا مبادئه.

وأضاف: أعدل القضاة وأشدّهم حكمة كانوا فقهاء، ومن بينهم شريح بن الحارث الكندي، وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، والقاضي سحنون بن سعيد التنوخي”.

  • استنهاض القيم الدينية والأخلاقية لخدمة العدالة

وأكد عبد النباوي على أهمية إحياء القيم الدينية والأخلاقية لضمان عدالة ناجعة، موضحًا أن “المتقاضين يجب أن يرفعوا تظلماتهم بصدق، دون تضخيم أو مبالغة، والقضاة مطالبون بالتحلي بالنزاهة والتجرد في إصدار الأحكام”.

كما شدد على دور الخبراء، العدول، الموثقين، والمحامين في ترسيخ قيم العدل، قائلاً:

“كلما تمسك هؤلاء بالمبادئ الدينية والأخلاق الفاضلة، كلما كانت آراؤهم أقرب إلى الحق”.

وأشار إلى أن “تحقيق العدل يتطلب استنهاض القيم الدينية والأخلاقية، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها العصر الحالي”.

وشدد الوكيل العام للملك إلى أن المغرب يتميز بكونه مجتمعًا إسلاميًا، حيث تبقى مرجعيته ثابتة في كتاب الله وسنة رسوله. وقال في هذا الصدد:

“من حسن حظنا في بلادنا أننا مجتمع إسلامي مرجعيته كتاب الله وسنة سيد الخلق،يَرْجِعُ إليهما المغربي مهما نأت به ظروف الحياة .. فنحن قوم نتمسك بأخلاق الإسلام، ونرجع إليها مهما غابت عن أذهاننا، ولكننا قد نحتاج لمن يذكرنا بها. وقد تتكرر الحاجة إلى التذكير أمام مغريات الحياة اليوم وإزاء إكراهات العيش”.

  • دور الوعاظ والدعاة في إحقاق العدل

كما نوه عبد النباوي بأهمية دور العلماء والوعاظ في نشر الوعي وتعزيز السلوك الأخلاقي في المجتمع، مؤكدًا أن “المملكة المغربية تزخر بعلماء أجلاء وأئمة وخطباء يعملون على توجيه الناس نحو القيم الإسلامية السمحة”.

وأضاف: “إسهامهم في منع الظلم يمكن أن يكون حاسمًا، سواء عبر خطب الجمعة، دروس الوعظ، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

وأوضح أن الخطاب الديني يجب أن يستهدف جميع الفاعلين في منظومة العدالة، حيث قال: “على العلماء أن يخاطبوا القضاة بما أمر به الله ورسوله، ويذكّروهم بقول الله تعالى:’’ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط‘‘ (المائدة 8)”.

وفي هذا السياق، دعا عبد النباوي العلماء إلى تحفيز الناس على قول الحق، مؤكدًا أن “التمسك بمبادئ الإسلام في الشهادة والمواثيق يساعد في إقامة العدل، كما ورد في قول الله تعالى:’’ ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنّه آثم قلبه‘‘ (البقرة 283)”.

  • دور العلماء في التصدي للمحتوى الهدام

لم يقتصر حديث عبد النباوي على الجانب القضائي، بل تطرق إلى دور العلماء في محاربة الظواهر الإجرامية والتصدي للمحتويات الرقمية الهدامة.

وأشار إلى أن “الجرائم التي تهدد الأمن المجتمعي، مثل ترويج المخدرات والاعتداءات، يمكن الحد منها من خلال التوعية الدينية”.

كما أكد على ضرورة التصدي للمحتويات التي تروج التفاهة وتسيء للقيم الأخلاقية، مبرزًا أن القانون وحده غير كافٍ لمواجهة هذه الظواهر، ولذلك فإن خطاب العلماء قادر على التأثير في الضمائر ودفع الناس إلى مراجعة سلوكياتهم.

وختم عبد النباوي مداخلته بالتأكيد على أن “تحقيق التنمية البشرية المستدامة يتطلب التقاء رسالة العلماء مع رسالة القضاء، من أجل ترسيخ الأمن والعدل داخل المجتمع”.

وشدد رئيس النيابة العامة على أن إحياء القيم الأخلاقية والدينية سيظل ركيزة أساسية في بناء مجتمع عادل ومتوازن.

  • سياق كلمة رئيس النيابة

جدير بالذكر أن هذه الكلمة لرئيس النيابة العامة، محمد عبد النباوي، جاءت في إطار اللقاء التواصلي الذي نظمه المجلس العلمي الأعلى، اليوم الأحد 9 فبراير 2025، في العاصمة الرباط، حول مشروع “خطة تسديد التبليغ”، والذي عرف مشاركة عدد من الشخصيات البارزة، التي ألقت مداخلات بهذه المناسبة، من ضمنها وزير التربية الوطنية سعد برادة، وفوزي لقجع الوزير المنتدب المسؤول عن الميزانية، وزينب العدوي رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، ومحمد عبد النباوي، الوكيل العام للملك ورئيس النيابة العامة، وفيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.

كما حضر أيضا رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، وادريس الضحاك، الأمين العام السابق للحكومة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M