اليسار الذي تجاوزه التاريخ.. الساسي: “كلمة الدين الإسلامي مخيفة في المغرب”!!

22 فبراير 2024 14:19

ههوية بريس – متابعات

قال د.إدريس الكنبوري “عندما تستمع إلى بعض أصوات اليسار في المغرب تعتقد أن المغاربة كلهم يساريون، لأن هذه الأصوات تتحدث بكثير من التعالي والوصاية كما لو أنهم يشكلون ثقلا حقيقيا في المغرب، والحال أنهم لا يمثلون سوى أنفسهم بالمعنى الشخصي للكلمة.

ومناسبة هذا الكلام، يضيف الكاتب والروائي المغربي، هو “أنني تابعت كلمة محمد الساسي في ندوة حول كتاب الراحل عبد الرحيم برادة ” Plaidoirie pour un Maroc laique: مرافعة من أجل مغرب علماني”. وقد اطلعت على الكتاب قبل عامين تقريبا حين أثارني عنوانه فوجدته متطرفا في علمانيته.

محمد الساسي قال إن كلمة علمانية عند المغاربة مرعبة، ومخيفة، وهذا ليس صحيحا، بل هي سلبية لا مخيفة، أما الكلمة المخيفة فهي الدين الإسلامي، ولذلك الجدل الذي نراه يدور كله حول الإسلام لا حول العلمانية، والهجوم الذي يحصل يحصل ضد الإسلام لا ضد العلمانية، لسبب بسيط هو أن الدعوة إلى العلمانية في المغرب دعوة ضيقة لا تهم سوى فئة قليلة بعضهم أصلا لا يفهم منها سوى الموقف من الدين.

ومن أدلة اغتراب القلة العلمانية في المغرب أنها تحارب طواحين الهواء، لأنها تهاجم التيار الإسلامي وهو لا يقود الدولة، ولا تريد الاقتراب من نظام الحكم إلا مواربة والتواء”.

وعقب الكنبوري بقوله “لذلك نقول إن العلمانية لا مكان لها في المغرب ليس لأنها سلبية أو حتى مخيفة كما يتوهم الساسي، بل لأن ركيزة الدولة تاريخيا تقوم على الإسلام، وبدل أن نناقش أهمية العلمانية من عدم أهميتها في المغرب، علينا مناقشة أهمية هذه الركيزة من عدم أهميتها، حتى يكون الخطاب صريحا.

مشكلة اليسار في المغرب أنه لم يجدد خطابه الذي أصبح متجاوزا، لقد كان يسارا يتطلع إلى العالمية عندما كان يوجد الاتحاد السوفياتي، ولكنه أصبح ضيقا لا يرى ما يحصل في العالم، لأن العالمية اليوم أصبحت مخيفة لخطاب اليسار.

لم تعد الطبقات هي مفتاح التاريخ اليوم كما كان يقول ماركس بل الهويات. في العالم كله اليوم هناك صراع هويات على أساس قومي أو ديني، وكبرى المشاكل الدولية اليوم تدور حول الهوية، روسيا والغرب، الصين والغرب، حتى إسرائيل التي كانوا ينظرون إليها على أنها علمانية صارت دولة يهودية قانونا.

والمشكلة الأكبر هي أن العلمانيين عندما يتحدثون عن العلمانية يقدمونها في شكل مقبول يحاول إرضاء الجميع، لأنهم يتطلعون إلى تطبيقها، ولكن التطبيقات المعاصرة للعلمانية خرجت عن الخطاب العلماني المكتوب، كما خرجت الليبرالية والاشتراكية، ولذلك عندما نسمع عن العلمانية لا بد أولا أن ندير وجوهنا ناحية الدول العلمانية لنرى فائدة هذا الخطاب”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M