اليهود عاثوا فسادا في ديار المسلمين واستفردوا بمسلمي غزة

17 سبتمبر 2025 21:59

هوية بريس – إدريس الكنبوري

القصف الذي شنه اليهود اليوم على مسلمي غزة وحشي جدا كأنهم كلاب مسعورة، وكل هذا مصحوب بالإذلال والقهر والترحيل والتجويع والتجبر والعلو.

إسرائيل أعلنت اليوم أنها قصفت 150 هدفا، تصوروا 150 هدفا في مساحة 365 كليومترا مربعا ماذا تعني، إنها تعني كل مكان، وقتلت نحو 120 شهيدا في النصف الأول فقط من يومه الثلاثاء ابتداء من الفجر. اعتدنا أن نقول مع الإعلام الدولي: ومنهم أطفال ونساء. كأن أرواج الرجال رخيصة، وكأن دماء المسلمين مياه.

أكثر من ذلك قال اليهود إنهم فتحوا “مسار انتقال مؤقت” لمن يريد الهروب والرحيل، وأن المدة الممنوحة لمن يريد الرحيل هي 48 ساعة. تصوروا الشعور بالخوف لدى الأطفال الصغار، تصوروا الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم وأضيف إلى أحزانهم الخوف والرغب والهجرة. في كل يوم تطلع فيه الشميس يحمل الفلسطينيون المساكين ما تبقى من أمتعتهم على ظهورهم ويبحثون عن مكان يلوذون به، ثم في اليوم التالي يحملون ما بقي منها ويبحثون عن مكان آخر، وفي اليوم الثالث نفس المحنة والخوف والرعب والإهانة والإذلال. تصوروا أن هؤلاء لا يصل منهم إلى الملاذ سوى القلة والباقون يموتون في الطريق، وفي اليوم التالي يفقد الناس أحبابهم الذين كانوا معهم بالأمس، وفي اليوم الموالي يفقدون من كان قد بقي حيا.

لقد عاث اليهود فسادا في ديار المسلمين، استفردوا بمسلمي غزة يفعلون فيهم ما يريدون طيلة عامين كاملين، تجبروا عليهم واستكبروا استكبارا، وقد وصل بهم الحد أنهم لا يقيمون أي وزن لمليار ونصف مسلم، أطلقوا أيديهم في دماء المسلمين ولحومهم ينهشونهم كالحيوانات الكاسرة.

والله لا يخفف من هذا الهم إلا الوعد الرباني الذي نراه قريبا، حين تصبح دماؤهم ولحومهم بيد المسلمين، حين ينفض من حولهم أنصارهم ويتحولون إلى خنازير حانية الرأس كما كانوا من قبل. أشمئز من بعض الحثالات الذين يتحدثون عن تمييزهم بلباس خاص يتميزون به عن البشر ويعتبرون ذلك عنصرية، بل هؤلاء يستحقون أن يضعوا على رؤوسهم رؤوس الخنازير ليُعرفوا، وأن يداسوا بالأقدام كما تداس الحشرة.

ولكن لله حكمة في هذا كله، ومن وجوه الحكمة الربانية أننا أصبحنا ننعتهم بصفاتهم التي وصفها القرآن الكريم، ونصفهم باليهود الخنازير، وبالأمس القريب كان هذا يعتبر كراهية وعنصرية حتى من لدن من يعيش معنا من الحثالات للأسف الشديد.

قد لا يقدر البعض هذا التحول، لكنه تحول عميق وجذري وكبير وتاريخي، فقد انبعثت نفس الصقات التي كان ينطق بها المسلمون في الماضي وصارت ممنوعة على المسلمين في هذا الزمن باسم التسامح ونبذ الكراهية والتعايش، وقد جاء الطوفاان فأنقذ المسلمين من هذا الإكراه وحرر الألسنة وطهر اللغة، فاليوم نسمينهم بأسمائهم، وتلك واحدة من العلامات على أن المواجهة واحدة، والعقيدة واحدة، والعدو واحد، والنية والعزيمة واحدة.

لقد علم الله بهم وهو خالقهم، لذلك قال”يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء“، ومن الخطر الماحق بالمسلمين أن الله سبحانه يقول إنهم أعداؤه ثم يصالحونهم، ولو لم تكن سوى هذه الآية لكانت كافية بأن يكون السلام معهم محرما، ولا أعتقد أن يوجد عالم أو فقيه يقول غير ذلك في الآية إلا من بال على لسانه كلب.

هذه الجرائم لن تنسى أبدا، إن اليهود بهذا الإجرام الخطير يحفرون قبورهم ويقربون أوان الانتقام ويقطعون أي شعرة وهو دقيقة لاي رأفة بهم من المسلمين غدا، فلا يمكن لأيناء فلسطين أن ينسوا وأن يفكروا في التعايش معهم مستقبلا، لقد أصبح من المستحيل تماما أي سلام معهم من طرف الأمة.

كنا نقرأ الحديث النبوي الذي يقول: “قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض، فيُجعل فيها، ثمَّ يُؤتى بالمِنْشَارِ فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين، ويُمشط بأمشاطِ الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يَصُدُّهُ ذلك عن دينه“، كنا نقرأه ونحاول أن نتخيل، ولكن ما نراه اليوم على الشاشات وفي هواتفنا خيال تحول حقيقة، ومن كرامة أولئك أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم ليباهي بهم، وسوف يذكر الفلسطينيون في السماء فيباهي بهم الله سبحانه المسلمين يوم القيامة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة