اليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية.. السياق والشعار والانتظارات
هوية بريس – ذ. عبد الله كوعلي
تحتفي الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية ومعها أطر وأساتذة مادة التربية الإسلامية أواخر شهر أبريل الجاري باليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية، الذي يصادف 30 أبريل من كل سنة.
وبهذه المناسبة تعقد الجمعية مجلسها الوطني الرابع بمدينة القنيطرة يومي 28 و29 أبريل 2024، ويشارك فيه ممثلون عن مختلف فروع الجمعية التي يتجاوز عددها أربعون فرعا منتشرة في مختلف أقاليم المملكة، إلى جانب أطر آخرين وداعمين للجمعية وضيوفها.
أولا: سياق الاحتفال باليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية.
لا شك أن لمادة التربية الإسلامية مكانة معتبرة داخل المنظومة التعليمية بالمغرب، كما أن لها منزلة هامة لدى المتعلمين وأوليائهم، ولدى غيرهم من الفئات المهتمة بالشأن التربوي والتعليمي ببلادنا، ويرجع ذلك إلى ما تحمله هذه المادة من قيم نبيلة تنبع من معين الوحي ومشكاة النبوة، وما تربي عليه الناشئة من السلوك الحسن والخلق الجميل.
واستحضارا لكل هذه الجوانب المختلفة والأبعاد المتعددة ارتأت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية الرُّقي بالمادة أكثر، والاحتفاء بها والدفاع عن مكتسباتها.
وقد آثرت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية أن تختار يوم 30 أبريل لهذه الغاية. ففي مثل هذا اليوم من سنة 2004 ألقى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس -نصره الله- خطاب الدار البيضاء حول هيكلة الحقل الديني؛ ومما جاء فيه: “وعلما منا بأن الوظائف التأطيرية المنوطة بهذه الهيئات، ستظل صورية، ما لم تقم على الركن الثالث الأساس، المتمثل في التربية الإسلامية السليمة، والتكوين العلمي العصري، فإننا، مواصلة للجهود الرائدة التي بذلها والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، قدس الله روحه، نصدر تعليماتنا لحكومتنا، قصد اتخاذ التدابير اللازمة، بأناة وتبصر، لعقلنة وتحديث وتوحيد التربية الإسلامية، والتكوين المتين في العلوم الإسلامية كلها، في نطاق مدرسة وطنية موحدة”.
ثانيا: شعار الدورة الرابعة للمجلس الوطني الرابعة، ودلالاته.
اتخذت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية شعارا للمجلس الوطني الرابع للاحتفاء باليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية كما يلي: “التربية الإسلامية: ريادة مسؤولة، حصانة هوياتية، تجديد تربوي”
وإنه بنظرتنا إلى هذا الشعار، سنلاحظ أنه يركز على ثلاثة مفاهيم أساسية، تعكس التوجهات البارزة لعمل الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية وهي: “الريادة” و”الهوية” و”التربية”؛ ويمكن التعليق عليها كما يلي:
الريادة: يقصد بها ما يرتبط بروح المبادرة والإبداع والاقتراح؛ فالجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية جمعية مهنية، تروم تجويد الأداء التربوي لمادة التربية الإسلامية، والعمل على ترسيخ قيمها السمحة في قلوب المغاربة، سواء الناشئين منهم أو اليافعين، بوسائل مختلفة، كالمدرسة والإعلام والكتب والأنشطة الموازية المتعددة.
الهوية: وهي مجموع الخصوصيات والميزات التي تميز شخصية الإنسان المغربي، ويدخل ضمنها تكوينه الديني والوطني والاجتماعي؛ وإن الجمعية المغربية لأساتذة مادة التربية الإسلامية -بمعية أساتذة التربية الإسلامية وأطرها- تعمل على تغذية هذه الشخصية الفذة، والمحافظة على كينونتها، وعلى تلك القيم النبيلة المميزة للإنسان المغربي الأصيل، المعتز بدينه، المحِب لوطنه، الخادم لمُجتمعه.
وفي سياق اشتغال الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية على الهوية المغربية، نذكر أيضا إسهامها بالرأي الحكيم، وبتقديم المشورة الباءة في العديد من القضايا التي تهم هوية المغاربة، منها -على سبيل الذكر- مقترحاتها لتعديل دستور المملكة سنة 2011، ومقترحاتها لتعديل مدونة الأسرة سنة 2024 بعد استشارة اللجنة الملكية لها في الأمر.
التربية: إن أكبر مدخل تشتغل الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية من خلاله هو مدخل التربية، فهي تنهج المنهج التربوي في تمرير قيم التربية الإسلامية، وذلك بأشكال مختلفة وبأبعاد متعددة. بدءا بالمزاولة الصفية داخل الفصول الدراسية، وهي مهمة مركزية يقوم بها السادة مدرسو مادة التربية الإسلامية بكل تفان؛ مرورا بمختلف الأنشطة التربوية الموازية التي تندرج ضمن تنشيط الحياة المدرسية كالعروض والندوات والمسابقات…
كما نذكر في هذا الصدد عمل الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية الدؤوب من أجل تجويد المنهاج الدراسي للمدرسة المغربية عموما، ومنهاج مادة التربية الإسلامية بشكل خاص، فتجدها واقفة لمواجهة دعوات المغرضين، ونوايا المبطلين الداعين إلى حذف مادة التربية الإسلامية أو تغيير اسمها، أو افراغ محتواها من ثوابت الإسلام وقطعيات الدين.
ثالثا: الانتظارات من اليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية.
إن تخليد اليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية من طرف الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية حديث، وهو مازال في أوائله، وطموح الجمعية هو جعله مناسبة وطنية رسمية، وسيتم ذلك بحول الله بمعية وزارة التربية الوطنية، والقصد من هذا هو التذكير بأهمية مادة التربية الإسلامية في تكوين الجيل الناشئ، خاصة وأن أبناءنا اليوم في حاجة ماسة إلى حماية أمنهم الروحي، وترشيد سلوكهم الديني، وتعزيز انتماءهم الوطني، لأننا نعيش في واقع يموج التيارات الجارفة، والأفكار المشوشة، وفي عالم متقلب لا يثبت فيه إلا من ثبته الله بالقول الثابت.
وفي هذا السياق، تجدد الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية مطالبها ذات البعد التربوي التي لا تتقادم وإن طال الأمد، منها على سبيل المثال لا الحصر:
▪ الرفع من الغلاف الزمني لمادة التربية الإسلامية من حصتين في الأسبوع على أربع حصص.
▪ الرفع من معاملها ووضعها ضمن المواد الأساسية.
▪ إدراجها ضمن مواد الامتحان الوطني للبكالوريا.
▪ تعميمها على مختلف الشعب والمسالك.