اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان.. الوقوف على ما حققه المغرب من إنجازات في هذا المجال
هوية بريس – و م ع
يشكل اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان، الذي يصادف 22 نونبر من كل سنة، مناسبة للوقوف على المكتسبات التي حققها المغرب من أجل مكافحة هذا المرض، الذي يعتبر أحد أهم الأسباب المؤدية للوفاة في العالم.
وأصبحت مكافحة هذا الداء، الذي لا يزال يستشري في جميع أنحاء العالم مسجلا 18,1 مليون حالة جديدة و 9,6 مليون حالة وفاة، رهانا أساسيا في المملكة، التي تضع المعركة ضد السرطان على رأس الأولويات، من خلال العمل على توسيع عرض العلاجات، ووضع برنامج للولوج إلى الأدوية، وهيكلة قطاع العلاجات بطب الأورام وإرساء برامج الصحة العمومية التي تتلاءم مع السياق الوطني.
وهكذا، جعل المغرب مكافحة السرطان واحدة من أولويات الصحة العمومية، من خلال تدابير متعددة تهدف إلى تحسين جودة حياة المرضى ومحيطهم وتقليص نسبة المراضة والإماتة التي تحدث بسبب هذا الداء، الذي يعتبر آفة عالمية بسبب ارتفاع معدل الوفيات بسبب الإصابة به، وكذا التكلفة الباهظة للعلاج والخسائر الاقتصادية الهائلة الناجمة عنه.
ومنذ سنة 2010، شهدت المعركة ضد داء السرطان في المغرب إعادة هيكلة عميقة مع إطلاق أول مخطط وطني للوقاية ومراقبة السرطان (2010-2019)، والذي شكل فرصة كبيرة لمكافحة هذا الداء من خلال اعتماد مقاربة شمولية ومندمجة ومتمحورة حول المريض، وتتلاءم بشكل كلي مع تنظيم وخصوصيات المنظومة الصحية.
وبفضل هذا المخطط، استطاعت المملكة تحقيق العديد من المكتسبات، خصوصا على مستوى تغيير تصور السكان عن مرض السرطان، ومأسسة برامج الوقاية والكشف المبكر، وتحسين الولوج وجودة الخدمات الطبية وإحداث برنامج العلاجات التلطيفية.
وفي سنة 2020، تم إطلاق مخطط ثان 2020-2029 من أجل ترسيخ وتعزيز المكتسبات التي حققها المخطط الأول، والعمل على تصحيح الاختلالات التي جرى تحديدها، خاصة تلك المرتبطة بحكامة المخطط وجودة العلاجات، واقتراح إجراءات وتدابير مبتكرة في كل المجالات.
ويندرج المخطط الوطني الثاني للوقاية ومراقبة السرطان في إطار استمرارية التجربة المغربية الناجحة في مجال مكافحة داء السرطان، والتي يتم الاستشهاد بها كنموذج يحتذى به على المستوى الدولي، مع التركيز بشكل خاص على الحكامة وجودة العلاجات والبحث والتكوين، وكذلك الوقاية من السرطان، التي أضحت تحتل مكانة مركزية ضمن هذا المخطط.
وفي هذا الصدد، يعتبر التحكم في العوامل المسببة للسرطان، خصوصا تلك المتعلقة بالتدخين ومسببات الأمراض والبيئة والوسط المهني، من أولويات هذا المخطط الجديد.
علاوة على ذلك، يولي المخطط الوطني الثاني للوقاية ومراقبة السرطان 2020-2029، خلال مراحل تنزيله، أهمية بالغة للمعارف العلمية الجديدة والابتكارات التكنولوجية، ويعتمد المقاربات والمفاهيم المناسبة في علم الأورام لمواكبة مهنيي الصحة في تطوير ممارسات الرعاية الصحية الخاصة بهم من أجل تحسين التكفل بمرضى السرطان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز التتبع واعتماد نظام معلوماتي محوسب يركز على المريض يعتبران من بين أولويات هذا المخطط.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يسجل كل سنة ما يقارب 50 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان. وتشكل الأورام السبب الثاني للوفاة بنسبة 13,4 في المائة من الوفيات، بعد أمراض القلب والشرايين.
وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع بحلول سنة 2040 تسجيل زيادة كبيرة في عدد الحالات الجديدة المصابة بداء السرطان، والتي تقدر بنحو 29,5 مليون حالة جديدة.