انخفاض حاد.. أعمق بحيرة في الأطلس المتوسط تواجه “خطر الجفاف “
هوية بريس-متابعات
بعد ضاية عوا وضاية حشلاف وضاية افرح، انخفضت مياه بحيرة أكلمام أزكزا بإقليم خنيفرة بشكل حاد إثر موجة الجفاف التي تعاني منها البلاد وتأخر التساقطات المطرية، حيث لم تعد تحمل من اسم البحيرة سوى الاسم ويؤثر هذا الانخفاض الحاد على السياحة والأنشطة الأخرى التي يعتمد عليها السكان المحليون لكسب لقمة العيش.
ولطالما انجذب الزوار من حاضرة زيان ومن مختلف المناطق المغربية إلى بحيرة ” أكلمام أزكزا ” أو ” البحيرة الخضراء ” كما تسمى باللهجة الأمازيغية، والتي تعد جوهرة حقيقية تقع على بعد حوالي 30 كيلومترا من مدينة خنيفرة وعلى علو يقارب 1500 متر.
وتمنح بحيرة أكلمام أزكزا للزوار، على مدار السنة، فرصة للاسترخاء والاستمتاع بلحظات من السكينة والطمأنينة، باعتبارها موقع طبيعي ذو جمالية متفردة، ومتنفس للأسر الخنيفرية الى جانب مواقع أخرى من قبيل منابع أم الربيع وغابة أجدير وبحريات أخرى تزخر بها هذه المنطقة المعروفة بكونها ” صهريج المغرب المائي “.
وقد عرفت البحيرة في السنوات السابقة وخلال فترات ” الذروة ” التي تسجلها درجات الحرارة في فصل الصيف إقبالا كبيرا يفوق الإقبال عليه في الفترة الشتوية حيث تتشح البحيرة برداء أبيض ناصع نسجته الطبيعة بالتساقطات الثلجية والتي تضفي على هذا الفضاء جمالا وسحرا في منتهى الروعة .
وتحيط بالبحيرة، تضاريس طباشيرية وغابة تطغى على مكوناتها أشجار الأرز والفلين الأخضر، وهما مكونان أساسيان يمتدان على امتداد العين، ويشكلان نحو 60 في المائة (321 ألف هكتار) من المساحة الإجمالية للغابات المتواجدة بالإقليم (526 ألف هكتار).
ويرى بعض الخبراء أن توالي سنوات الجفاف، إلى جانب الاستغلال الجائر للمياه في الأنشطة الفلاحية، أدى إلى اختفاء بحيرات أو تراجع مستوى مياهها بشكل لافت بمناطق الأطلس المتوسط، فضلا عن تأثر السدود والوديان أيضا بفعل العوامل المذكورة، مشيرين الى أن معظم مواطن أسماك المياه القارية والمنظومات المائية تضررت بفعل الجفاف والاستغلال الجائر للمياه في أنشطة فلاحية تعتمد على السقي.