أعلن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة عن شروع محطة تحلية مياه البحر باشتوكة آيت باها في تزويد ساكنة أكادير بالمياه المحلاة، موردا على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك” أنه مباشرة بعد يوم من زيارة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى موقع المشروع، “دخلت محطة تحلية اشتوكة الخدمة لتوها في تسليم الأحجام الأولى من المياه المحلاة المخصصة لتزويد أكادير الكبير بالماء الشروب”.
وجاء إنجاز محطة تحلية مياه البحر في منطقة “الدويرة” بالجماعة الترابية إنشادن، إقليم اشتوكة آيت باها، تماشيا مع أهداف البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي للفترة ما بين 2020-2027، الذي أطلقه الملك في يناير 2020، وهو برنامج يروم دعم وتنويع مصادر التزويد بالماء الشروب، ومواكبة الطلب المتزايد على هذا المورد، وضمان الأمن المائي، والحد من آثار التغيرات المناخية.
ويعد المشروع الأكبر من نوعه على مستوى منطقة المتوسط وإفريقيا بسعة تبلغ في مرحلة أولى 275 ألف متر مكعب في اليوم، منها 150 ألف متر مكعب في اليوم موجه للماء الشروب، وسيمكن أيضا من استفادة ما يناهز مليون و600 ألف نسمة من الماء الشروب في أكادير الكبير، إلى جانب تطوير الاقتصاد الفلاحي وكل ما يتعلق بإشكالية الري، خاصة في سهل اشتوكة.
وستلبي المحطة، التي توظف معدات وتقنيات متطورة في الإنتاج والتوزيع، ضمنها تقنية التناضح العكسي، حاجيات أكادير الكبير من الماء الصالح للشرب، علاوة عن توفير كميات كبيرة من مياه سقي المزروعات ذات القيمة العالية بسهل اشتوكة، لتسد بذلك خصاصا كبيرا من الموارد المائية، وتساهم في الحفاظ على الفرشة المائية التي تعرف عجزا سنويا للمياه الجوفية يقدر بحوالي 90 مليون متر مكعب.
ويتم نقل المياه المحلاة انطلاقا من محطة تحلية المياه باشتوكة نحو شبكة التوزيع الخاصة بأكادير الكبير، التي تدبرها مصالح المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب-قطاع الماء أو مصالح الوكالة المستقلة متعددة الخدمات بأكادير، مما سينهي معاناة ساكنة أكادير الكبير مع الانقطاعات المتكررة للماء الشروب، خاصة في فصل الصيف، في ظل استمرار فترات الجفاف وتضرر الفرشة المائية والانخفاض المهول في نسب ملء السدود بجهة سوس ماسة.