ايديا.. لا تلعبي فإن المستشفى تبعد عنك 500 كيلومتر!!
هوية بريس – عبد الله المصمودي
انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة الصغيرة ايديا التي أصيبت في رأسها عندما كانت تلعب، وعندما تم نقلها إلى مستشفى تنغير لم يكن السكانير، مما اضطر إلى نقلها 500 كيلومتر إلى مستشفى مدينة فاس.. وهناك توفبيت بعد تأخر تشخيص إصابتها.
وعن قضيتها تم تداول هذا المنشور:
“ايديا
طفلة لم يقتلها القصف الكيماوي في سوريا
ايديا ببساطة قصفها وطنها بالاهمال و”الحكرة”!
ايديا طفلة تنغيرية من الجنوب الشرقي حيث المغرب غير النافع تبلغ من العمر عامين. سقطت وتعرضت لنزيف داخلي في رأسها.. تم السفر بها عبر سيارة اسعاف مهترئة لمسافة 500 كيلو.. بين تنغير وفاس!
طاف بها والدها على الطريق في مستشفيين اثنين وامتنعوا عن استقبالها لعدم توفر السكانير أولا.. ولغياب الطاقم الطبي ثانيا
وصلت ايديا لفاس وهي في الرمق الأخير قبل أن تلفظ أنفاسها البريئة في المستشفى الجامعي
رحلة طويلة وشاقة حملت بين طياتها فصولا من البؤس والغبن والمعاناة
ايديا رحلت..لا لشيء سوى أنها لم تكن تدري أنه ينبغي عليها السقوط بمقربة احدى مستشفيات فاس والرباط وطنجة لتحظى ببصيص الاسعافات اللازمة
ايديا رحلت.. لأنها ولدت في وطن لايوزع وطنيته بالتساوي بين أبنائه
ايديا رحلت.. لأنها قطعت مسافة 500 كيلو لكي تحظى بحقها في العلاج
ايديا رحلت.. لأن سيارة الاسعاف التي نقلتها لا تستحق حتى نقل الجثث المتحللة
ايديا رحلت.. لأنها ولدت في وطن ينظم موازين بتكلفة تضاهي المليارات كان بالامكان توظيفها لبناء مراكز صحية ومستشفيات وتوفير معدات في مناطق نائية
ايديا رحلت.. لأنها ولدت في وطن جلب ممثلي “سامحيني” مقابل 400 مليون..وكان بالامكان شراء “2 سكانير” بهذا المبلغ ووضعهما رهن اشارة المواطنين في المستشفيين الذين فشلا في اسعاف ايديا
ايديا رحلت..لأنها ولدت في وطن يهرع بالمروحيات لاسعاف الأجانب ولو كانوا في بطن الحوت ولا يتدخل لانقاذ أبنائه الا اذا كانت دوزيم حاضرة للتغطية واشهار التدخل
ايديا رحلت.. لأنها ولدت في وطن لا يوفر المستشفيات المجهزة لأنها اخر مايفكر به المسؤولون لان أبنائهم يعالجون في المصحات الخاصة باوربا!!
ايديا رحلت.. لأنها ولدت في وطن يبني المستشفيات والمراكز الصحية في بلدان اخرى بينما الفقراء غرباء في بلدهم!
ايديا رحمها الله رحلت.. لأن وطنها تافه!”.
وفي ذات السياق كتب عدد من المعلقين على القضية متسائلين: كيف يتم بناء مستشفيات متكاملة في بعض الدول الإفريقية في مقابل عدم توفرها في مدن وتواحيها ذات جغرافية واسعة؟!!
سامحيني يا صغيرتي ايديا قسما بالله قلبي بكى
و ان بالدمع لم تسل مقلتي، فقلبي دما ينزف
هذا ما يحصل في بلد قائم على المجاملات، ولا يحاسب فيه الناس. لو كنا في بلد يحترم مواطنيه لاستقال وزير الصحة ولربما استقال رئيس الحكومة أيضا، ولكن هذه الأشياء لن تحصل بالطبع عندنا (حتى يلج الجمل في سم الخياط). الدولة التي توزع أموالا طائلة على الوزراء والبرلمانيين ليست فقيرة ولا عاجزة، وإنما هي دولة ظالمة أخطأت الرشد.
ولتكن منكم امة يامرون بالمعروف و ينهون عن المنكر.لاكن بحكمة.حتى لا تغرق السفينة.الامة مازال فيها الخير.