اِضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتركيز ADHD – Attention-Deficit
هوية بريس – عبد المجيد بعمير
- الأطفال الذين يعانون من كثرة النشاط الحركي ليسوا بأطفال مشاغبين، أو عديمي التربية، لكن هم أطفال عندهم مشكلة مرضية لها تأثير سيء على التطور النفسي للطفل وتطور ذكائه وعلاقاته الاجتماعية.
- يكون عند الأطفال المصابين بهذه الحالة مشكلة في عدم قدرتهم على السيطرة على تصرفاتهم و أخطر ما في الموضوع هو تدهور الأداء المدرسي لدى هؤلاء الأطفال بسبب عدم قدرتهم على التركيز وليس لأنهم غير أذكياء.
ما هو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتركيز
- هذا الاضطراب هو عبارة عن سلوك متواصل من الزيادة في الحركة أو نقص في الانتباه ووجود سلوك اندفاعي.
- يشكل هذا الاضطراب عبئا ثقيلا على الوالدين في المنزل، وعلى من يقدم الرعاية للطفل في المدرسة ويؤدي للكثير من المشاكل في تعليم الطفل وعلاقاته مع أقرانه وقد يؤخذ كل سلوك يصدر من الطفل على أنه قلة أدب ويتلقى العقاب عليه مما يؤدي لشعوره بأنه مرفوض من أهله ومن كل من يتعامل معه.
- يصاب من 3-5% من طلاب المدارس بهذه الحالة و الذكور أكثر إصابة من الإناث و يشكل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشكلة حقيقية أحيانا للأهل و حتى الطفل المصاب يدرك أحيانا مشكلته ولكنه لا يستطيع السيطرة على تصرفاته و يجب على الوالدين معرفة ذلك ومنح الطفل المزيد من الحب والحنان و الدعم.
أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتركيز
- درجة غير طبيعية من النشاط الحركي الزائد وضعف التركيز تكون موجودة في أكثر من مكان مثلا في البيت والمدرسة وليس فقط في موقع واحد وتعتبر هذه النقطة جد مهمة في التشخيص حيث تميزها عن أمراض نفسية أخرى.
- قد تستمر الأعراض إلى سن المراهقة أو حتى البلوغ وقد تتغير صورة المرض وأعراضه مع الوقت فقد تختفي كثرة الحركة وتستمر الاندفاعية ونقص الانتباه مثلا.
تصنيف الاعراض حسب الفئات العمرية
الأطفال ما بين سن الثالثة إلى الخمس سنوات:
- الطفل في حالة حركة مستمرة ولا يهدأ أبدا.
- يجد صعوبة بالغة في البقاء جالسا حتى انتهاء وقت تناول الطعام.
- يلعب لفترة قصيرة بلعبه وينتقل بسرعة من عمل إلى آخر.
- يجد صعوبة في الاستجابة للطلبات البسيطة.
- يلعب بطريقة مزعجة أكثر من بقية الأطفال.
- لا يتوقف عن الكلام ويقاطع الآخرين.
- يجد صعوبة كبيرة في انتظار دوره في أمر ما.
- يأخذ الأشياء من بقية الأطفال دون الاكتراث لمشاعرهم.
- يسيء التصرف دائما.
- يجد صعوبة في الحفاظ على أصدقائه.
- يصفه المدرسون بأنه صعب التعامل.
الأطفال ما بين الست إلى اثني عشر سنة:
- يتورط هؤلاء الأطفال عادة بأعمال خطرة دون أن يحسبوا حساب النتائج.
- يكون الطفل في هذا العمر متململا كثير التلوي والحركة ولا يستطيع البقاء في مقعده.
- ويمكن أن يخرج من مقعده أثناء الدرس ويتجول في الصف.
- من السهل شد انتباهه لأشياء أخرى غير التي يقوم بها.
- لا ينجز ما يطلب منه بشكل كامل.
- يجد صعوبة في إتباع التعليمات المعطاة له.
- يلعب بطريقة عدوانية فظة.
- يتكلم في أوقات غير ملائمة ويجيب على الأسئلة بسرعة دون تفكير.
- يجد صعوبة في الانتظار دوره.
- مشوش دائما ويضيع أشياءه الشخصية.
- يتردى أدائه الدراسي.
- يكون الطفل غير ناضج اجتماعيا وأصدقاءه قلائل وسمعته سيئة.
- يصفه مدرسوه بأنه غير متكيف أو غارق بأحلام اليقظة.
أسباب فرط الحركة ونقص الانتباه والتركيز
السبب الأساسي غير معروف بدقة لكن انطلاقا من الدراسة الميدانية يتبين:
- أن الوراثة تعتبر عامل جد مهم.
- إصابة للجهاز العصبي قبل أو اثناء الولادة له تأثير.
- نقص الاوكسجين.
- الولادات المبكرة.
- تناول الأم أدوية معينة اثناء فترة الحمل.
- التعرض لنسبة عالية من مادة الرصاص أثناء الاقتيات.
- خــــلل في وظــائف الدماغ الكيميائية.
- العوامل الاجتماعية أو النفسية لها تأثير كذلك، مثلا الأطفال المحرومين عاطفيا أو تحت تأثير مشاكل نفسية معرضين للإصابة بهذا الاضطراب.
التشخيص والصورة الإكلينيكية
- غالبا ما تشخص الحالة في المستوى الأول أو الثاني ابتدائي و بشكل عام فالمرض ليس سهل التشخيص.
- يعتبر تقرير المدرس عن الطفل من أهم أدوات التشخيص سواء من ناحية سلوكه أو أداءه الدراسي وتحصيله والمشاكل التعليمية وكذلك من ناحية علاقته مع الأطفال الآخرين وعند عمل المقاييس النفسية للمساعدة في التشخيص أو في متابعة العلاج فإنه يتم الطلب من المدرس تعبئة نموذج التقييم كما هو الحال بالنسبة لوالدي الطفل.
- يلاحظ المدرسون شدة حماس واندفاع هؤلاء التلاميذ لأي امتحان أو سؤال يطرح ولكنهم يفقدون حماسهم بعد بداية إجابتهم لأي مؤثر خارجي طارئ قد لا يشكل أهمية كبيرة لهم أو لدروسهم. كما يلاحظ المعلمون أن هؤلاء التلاميذ يرفعون أيديهم للإجابة على السؤال حتى قبل أن يكمله المعلم أو حتى قبل أن يعي الطفل المطلوب من السؤال المطروح.
- يلاحظ المعلمون أيضا بعض السلوك الانعزالي والشعور بالرفض من الآخرين على الطفل المصاب. قد يظهر ذلك على شكل العدوانية مع التلاميذ الآخرين أو المدرس أو على شكل إيذاء للنفس كأن يضرب نفسه بما يتناوله في يده من أشياء.
- وفي المنزل يجد الوالدان صعوبة مع الطفل في إطاعة أوامرهم ويتصرف باندفاعية ودون تفكير مسبق. يتميز هؤلاء الأطفال بتقلب المزاج والعصبية الزائدة. كما أن حجم معاناة هؤلاء الأطفال تزداد عندما يدركون أنهم (مشكل) مما ينتج عنه الإحساس بالنقص.
آثار هذا الاضطراب على الطفل
- قد يظهر الفحص النفسي الإكلينيكي وجود اكتئاب وبعض الاضطراب الطفيف في طريقة التعبير عن التفكير
- قد يظهر الفحص الجسماني سوء تنسيق بين وظائف حواس الطفل كالنظر والسمع دون تدني القدرة على السمع أو النظر.
- قد يعاني الطفل من مشاكل في الذاكرة لعدم قدرته على التعامل مع المعلومة التي تصله من البيئة المحيطة به بالشكل الطبيعي.
- من الناحية الاجتماعية قد ينفر منه أصدقائه، وينعته المدرس بالغبي مع أن مستوى ذكائه في المستوى الطبيعي أو أفضل من الطبيعي.
- في الأسرة تطلق عليه ألفاظاً كالطفل الشقي وغيرها، ونتيجة ذلك عادة ما تكون الثقة بالنفس لدى الطفل ضعيفة.
- في المدرسة، لا يرغب به بقية الأطفال، ويفشل في دراسته، ولا يستطيع الانجاز بالشكل الجيد فتتكون لديه صورة سيئة عن نفسه وييأس من كونه قادراً على الإنجاز والأداء.
- ويعاني أيضاً من اضطراب في المزاج مثل التقلب السريع للمزاج وكذلك الاكتئاب والقلق.
طرق علاج فرط الحركة ونقص الانتباه والتركيز
في المنزل مع الأهل
- دور الأهل في العلاج يكون بوضع جدول يومي لحياة الطفل يساعده على تنظيم حياته اليومية فمثلا تحديد للطفل الوقت الذي يستيقظ فيه ومتى يجب عليه أن يعود من المدرسة ومتى وقت التلفاز و هكذا و لا يترك الطفل لوحده في أماكن يجدها مناسبة ليأخذ حريته مثل الحدائق العامة.
- من الضروري منح الطفل المكافآت عن كل مرة يحسن التصرف فيها إضافة إلى منح الطفل الحب والحنان اللازمين ويجب الابتعاد عن العقاب الجسدي و أفضل ما يمكن فعله هو عندما يقوم الطفل بتصرف ما، هو تجاهل الأمر و العودة لمناقشة الأمر مع الطفل عندما يهدأ.
في المدرسة
- يجد الطفل كثير الحركة صعوبة كبيرة في التأقلم مع قوانين المدرسة و يجب أن يتم شرح وضع الطفل للمدرس بحيث يقدم له المساعدة و يفضل إبقاء الطفل المصاب ضمن مجموعات صغيرة من الطلاب و ليس ضمن أعداد كبيرة.
- يجب دائما تذكر أن الطفل المصاب بكثرة الحركة ونقص الانتباه ليس لديه نقص في الذكاء.
- يستفيد الطفل من الدروس القصيرة أكثر مما يستفيد من الدروس الطويلة وهذا يجب أن يأخذه المدرس بعين الاعتبار أثناء تخطيط الدروس وعملية التدبير.
- يجب أن يتعاون كل من الأهل والطبيب والمدرس والمستشار التربوي والأخصائي ألنفسي.
العلاج الدوائي
- يؤدي إلى هدوء الطفل وزيادة فترة التركيز عنده ولا تعطى هذه الأدوية إلا للأطفال ممن هم في سن المدرسة و أهمها الريتالين و الدكسيدرين و هي لا تعطى ولا تصرف إلا تحت إشراف طبيب الأطفال.
- وأهم التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية هو الصداع والأرق وقلة الشهية ويجب أن لا يكون العلاج الدوائي لوحده وإنما يرافقه مع العلاج السلوكي، النفسي والاجتماعي.
العلاج النفسي والاجتماعي
- الاسترخاء حيث يتم تدريب الأطفال على الاسترخاء العضلي التام.
- التعاقد السلوكي بين الطفل و الأبوين في المنزل أو مع الطفل و المدرس في المدرسة.
- التدعيم الإيجابي المادي واللفظي للسلوك المناسب.
- جدولة المهام، والأعمال، والواجبات المطلوبة.
- التدريب المتكرر على القيام بنشاطات تزيد من التركيز والمثابرة.
- وضوح اللغة والتعليمات.
- إتاحة الفرصة للطفل تفريغ الطاقة الموجودة لديه في أنشطة مثمرة هادفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أستاذ مادة علوم الحياة والأرض الثانوي التأهيلي
مدرب تنمية ذاتية
مرشد تربوي لمرحلتي الطفولة والمراهقة
مستشار أسري