باب السماء.. دون وسطاء

23 أكتوبر 2025 17:59

هوية بريس – د.رشيد بن كيران

■ إن التوحيد الذي دعا إليه النبي محمد ﷺ هو توحيد خالص لا وساطة فيه بين العبد وربه، إذ العلاقة بين الإنسان وخالقه مباشرة لا تحتاج إلى نبي مرسل، ولا إلى ملك مقرب، ولا إلى ولي صالح أو شاطح، لأن الله سبحانه وتعالى هو القريب المجيب. قال جل شأنه:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].

■ فالله تعالى لم يجعل بينه وبين عباده حجابا ولا بوابين، بل فتح لهم باب المناجاة والدعاء في كل حين، يسمع نجواهم، ويعلم سرهم وعلانيتهم، ويجيبهم بقدرته وحكمته.

وهذا من أعظم مظاهر رحمة الله بعباده وتكريمه لهم، إذ حررهم من عبودية الوسائط والأشخاص، ورفعهم إلى مقام العبودية الخالصة له وحده، لا يطلب غيره، ولا يرجى سواه، ولا يسأل إلا هو.
{وَهُوَ ٱلَّذِی فِی ٱلسَّمَاۤءِ إِلَـٰه وَفِی ٱلۡأَرۡضِ إِلَـٰه وَهُوَ ٱلۡحَكِیمُ ٱلۡعَلِیمُ 84﴾ [سورة الزخرف].

■ إن هذا المعنى الجليل هو لب العقيدة الإسلامية وروحها، التي تعيد الإنسان إلى أصله الفطري، فطرته التي قال الله عنها: ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّینِ حَنِیفاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِی فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَیۡهَاۚ لَا تَبۡدِیلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [الروم:30].

ومن هنا كان توحيد الله في الإسلام دعوة لتحرير الإنسان من كل صنوف التبعية لغير الله، سواء كانت تبعية فكرية أو روحية أو سلطوية، لأن المؤمن الحق لا يرى في الكون فاعلا مطلقا إلا الله سبحانه وتعالى؛ (أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ) .

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
13°
15°
الجمعة
15°
السبت
16°
أحد
16°
الإثنين

كاريكاتير

حديث الصورة