باحثون مغاربة يدعون إلى التجديد لإعادة صياغة مشروع النهضة الإسلامي!
هوية بريس – وكالات
دعا باحثون مغاربة في الفكر الإسلامي اليوم السبت، إلى “امتلاك وسائل علمية واقعية تجديدية” لإعادة صياغة مشروع النهضة الإسلامي.
جاء ذلك خلال ندوة عقدت اليوم، ضمن أعمال المؤتمر الدولي حول “السيرة النبوية وتعزيز الوسطية والاعتدال”، في مدينة الدار البيضاء المغربية.
وينظم المؤتمر “المنتدى العالمي للوسطية” (غير حكومي)، وجامعة الحسن الثاني (حكومية)، وجمعية “المسار” (أهلية).
واعتبر المشاركون أن “التجديد في حياة الأمة يمكنها من الخروج من الأزمات الحادة التي عانت منها طويلا، وحل المشكلات التي تعاني منها”.
وفي مداخلته، قال أستاذ الفكر الإسلامي بجامعة الحسن الثاني، مخلص السبتي، إن “استحضار الوازع الديني عند النظر في تفاصيل الحياة وجزئياتها واجب وضرورة”.
وتابع: “لأن تناول الجزئيات بمعزل عن كلياتها يضيعها ويضيع الكليات، ويصبح الدين مجرد شكليات بدون معنى، وطقوس بدون تأثير كبير”.
وأشار السبتي إلى أن “الأحكام الشرعية سواء في المجال التعبدي الخالص، أو في المجال الأسري أو الاجتماعي أو السياسي، لم تأت مشتتة لا رباط بينها، بل حكمتها مقاصد عامة وتوجهات كلية”.
وأوضح أنه “في غياب وعي عام بهذه الأحكام الكلية والمقاصد الكبرى كثيرا ما ضاع الناس في متاهات جزئيات استنفذت الجهود وضيعت الطاقات، وجعلتهم ينخرطون في جدالات وسجالات لا تكاد تنقضي إلا لتبدأ من جديد”.
من جانبه، قال الباحث المتخصص في المناهج العلمية محمد عوام، إن “البحث العلمي المقاصدي التجديدي اليوم في حاجة ملحة لإعادة النظر في علاقة الكليات بالجزئيات، وإنعام النظر في بعض النصوص الجزئية التي خولف في بيانها عن الكليات”.
وخلص عوام إلى أن “علاقة الكليات بالجزئيات علاقة تكامل وترابط لا تناقض، فإذا وجدت نصوص جزئية مناقضة للكليات دون البحث عن مخرج، ينبغي أن يعلم أن ذلك الجزئي إما غير صحيح البتة، أو أن ظاهره غير مراد”.
من جهته، حذر (المشهور بقراءته التحريفية) محمد بوهندي أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الحسن الثاني، من “فصل السنة النبوية عن القرآن الكريم وحجزها في مجموعة من الأخبار والروايات، وغض الطرف عن سياقاتها التاريخية والسياسية التي أنشأتها ووظفتها”.
يشار إلى أن أعمال المؤتمر الدولي انطلقت أمس الجمعة، وتختتم في وقت لاحق اليوم، بمشاركة علماء ومفكرين وجامعيين من المغرب ودول إسلامية، بينها تركيا، وفقا للأناضول.