باحث متخصص: هكذا تساهم السينما الأمريكية في تشويه الإسلام
هوية بريس- متابعات
قال الباحث المتخصص، محمد طروس أن “صورة العربي في السينما الهوليودية مرت عبر مراحل: مرحلة الغرائبية الأنثروبولوجية التي بحث فيها السينمائي عمّا لا يشبهه وعن العربي الهمجي البدوي باشتغال على المظهر الخارجي ونمط العيش، والمرحلة الوسطى كانت فيلم “لورنس العرب”، وقد أظهرت بداية وعي سياسي قبلي، وسيأتي لورنس ويدخل عالم الصحراء الجميلة وهنا نتحدث عن عربي بقبائل لا عن شرق بإطلاق، وهو وعي يحتاج تأطيرا وتدريبا وقيادة غربية. أما المرحلة الثالثة فالعربي المسلم، بعد ظهور البترول وظهور إسرائيل، صار له موقف ورأي، لكنه همجي وقاتل”.
وأوضح أستاذ الأدب والخطاب السمعي والبصري، ضمن برنامج أدبي، هذه المدفعية السينمائية التي وجّهت ضد الهنود الحمر، وضد الشيوعيين، وضد العرب المسلمين، تعكس “تكوينا عقليا للأمريكي الأبيض الذي لا يستطيع العيش بدون عدو، لأنه مهدد بالتفكك إذا لم يكن هذا العدو، ولو جاء من كواكب بعيدة”. ومن بين ما يعتمد عليه الخطاب السينمائي في تبرير رؤيته تصوير “الفضاء خاليا من مآثر الإنسان”، أي تقديم “الأرض بكرا بدون صاحب، ويعمّرها القادم، مثل الصحارى، في وظيفة إيديولوجية هي إبادة الآخر”.
وزاد طروس وفق إفادة لهسبريس، أن واشنطن وهوليود وَوُول ستريت “ثلاثي يتبادل التأثير”، وأن “السينما لها نجاعة مثبتة في إعادة بناء العالم، وهي قوة ناعمة تبرر الوجود الاستعماري والهيمنة (…) ولا يمكن للبنتاغون العيش دون قوة ناعمة، كما لا يمكن لهوليود العيش بدون داعم لوجيستيكي”. ولا تستهدف هذه الأفلام الخارج فقط، بل إن “المتلقي الداخلي الأمريكي هدف (…)، ينبغي طمأنته بانتصارات وهمية، وباستعراض القوة العسكرية ودفعه للمشاركة في الصراع، وتشويه الآخر لطمأنة الذات”.