انتشرت في الآونة الأخيرة مجموعة مقاطع في موقع “يوتيوب”، تظهر اكتشاف مغاربة عاديين لرزم حفر لها ودفنت وسط قبور (في الغالب قديمة)، قبل أن يكتشفوا أنها أفعال سحر وشعوذة؛ كما أن كل عملية يقوم بها متطوعون لتنظيف إحدى المقابر في المدن المغربية إلا وتكون الحصيلة في النهاية جمع عدد من رزم السحر و”الحجابات”.
ويستغل المشعوذون والسحارات المقابر لدفن أعمالهم السحرية وشعوذاتهم حتى لا يتم اكتشافها وفك سحرها، نظرا لأن المقابر مكان له حرمته ولا يجوز نبش قبورها، وحتى زيارات الناس لها قليلة خصوصا إذا كانت مقابر قديمة لها عقود من الزمن.
المقطع الجديد الذي تم نشره، من إحدى مقابر مدينة بنسليمان، يظهر يد امرأة وهي تحفر بعود تربة أحد القبور، وتخرج رزمة مغلفة بكيس بلاستيكي، وتتحدث هي ورفيقاتها عن خطر هذا الأمر (السحر=الثقاف)، ثم تقوم بتمزيق الكيس البلاستيكي بأعواد ليتم اكتشاف أن بداخلها (سروال داخلي) لرجل، تم طيه وبداخله مجموعة مواد ومن بينها قفل نحاسي مغلوق؛ وحسب النسوة اللواتي سجلن هذا المقطع فهذا العمل السحري استهدف به رجل من خلال حرمانه من القدرة على القيام بحقه في “العملية الجنسية”، وهو ما يسمى عندنا بـ”الثقاف”!!!!!!
فمن قام بهذا العمل الإجرامي الذي يخرب دين وعقيدة وإيمان من قام به، قبل أن يصل ضرره المادي والمعنوي إلى المستهدف منه؟!!
أكيد أن من يقوم بمثل هذه الأعمال هم أناس ملئت قلوبهم حقدا وغلا وحسدا ضد الضحية، والأخطر أنه يوجد بين ظهرانينا دجالون ومشعوذون وسحرة ذكرانا وإناثا، يقدمون هاته الخدمات الشيطانية؛ والغريب والأخطر هو أن عددا منهم قد تجدهم محاطين بهالة من الهيبة والقوة والمنعة، لخوف الناس منهم أو لأن جهات نافذة تقوم بحمايتهم، لأنهم يؤدون إتاوات أو يقدمون خدمات لتلك الجهات.
ولخطورة السحر وأعمال الشعوذة والدجل وآثارها الخطيرة على الناس، والتي لا يمكن للساحر القيام بها حتى يكفر بالله عز وجل ﴿إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ﴾؛ وكما يحكي من تاب منهم، فإن الشرع قد شدد في حرمته والنهي عنه، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “((اجتنبوا السبْع الموبقات))، قالوا: يا رسول الله، ما هي؟ قال: ((الشرك بالله، والسِّحر…))” رواه البخاري ومسلم.
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من أتى عرَّافًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد)).
وروى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تُقبَل له صلاة أربعين ليلة)).
وفي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سأل أناس رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الكهان، فقال: ((ليسوا بشيء))، قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدِّثون أحيانًا بالشيء يكون حقًّا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((تلك الكلمة من الحق، يخطفها الجني، فيَقُرُّها في أُذن وليِّه قَرَّ الدجاجة، فيخلطون فيها أكثرَ من مائة كذبة)).
وفي الختام أود أن أشير إلى ضرورة تحصين المقابر من عبث هؤلاء المجرمين من خلال تحويطها بأسوار، وتكليف حراس عليها، حتى لا يتم العبث بها، (فقد سمعنا أخبارا أخرى تقع في المقابر بسبب عدم وجود من يحرسها ويردع العابثين بها)، كما ينبغي محاسبة وزجر وتشديد معاقبة كل من تورط في هذه الأفعال الإجرامية من قريب أو بعيد.