بحث مُحَكَّم يكشف خطأً فادحًا في عمليات الإحصاء.. هل سكان الأرض أكثر مما نعتقد؟!

هوية بريس – وكالات
كشفت دراسة علمية جديدة، نُشرت في مجلة “نيتشر”، أن عدد سكان الأرض قد يكون أكبر بكثير مما تشير إليه الإحصاءات الرسمية، وذلك بسبب أخطاء كبيرة في تقدير سكان المناطق الريفية.
ووفقًا للباحثين من جامعة Aalto في فنلندا، فإن المنهجية المعتمدة في حساب عدد السكان، والتي تعتمد على تقسيم المناطق إلى شبكات مربعة ثم تقدير عدد السكان بناءً على بيانات التعداد، قد أدت إلى تقليل العدد الحقيقي للأشخاص الذين يعيشون في القرى والمناطق النائية.
🏡 المناطق الريفية.. الحلقة المفقودة في الإحصاءات
تشير الدراسة إلى أن المناطق الريفية تمثل 43% من إجمالي سكان العالم، والذين يقدر عددهم حاليًا بأكثر من 8 مليارات نسمة.
ومع ذلك، فإن التحليل الجديد يوضح أن عدد السكان الريفيين ربما يكون أعلى بنسبة تتراوح بين 53% و84% عن الأرقام الرسمية.
🔸 ما سبب هذا الخطأ؟
✔️ اعتماد طرق إحصائية تركز بشكل أكبر على المناطق الحضرية.
✔️ نقص البيانات المتوفرة عن القرى والمناطق النائية.
✔️ تأخر تحديث قواعد البيانات السكانية العالمية.
📊 دراسة تستند إلى بيانات على مدى 35 عامًا
قام فريق البحث بتحليل بيانات التعداد السكاني بين 1975 و2010، مع التركيز على تأثير بناء السدود في 35 دولة على النزوح السكاني.
من خلال مقارنة الأعداد الرسمية للأسر المتأثرة بمشاريع السدود مع الأعداد الفعلية للسكان الذين تم تهجيرهم، لاحظ الباحثون فجوة كبيرة بين التقديرات والواقع.
🧑🔬 جدل علمي حول دقة النتائج
ورغم أهمية هذه النتائج، إلا أنها لم تلقَ إجماعًا علميًا، حيث يرى بعض الخبراء غير المشاركين في الدراسة أن تحسين صور الأقمار الصناعية وتطور وسائل جمع البيانات في بعض البلدان سيقلل من حجم هذه التناقضات في المستقبل.
يقول المهندس البيئي خوسياس لانج ريتر، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة:
🗣️ “لأول مرة، تقدم دراستنا دليلًا على أن نسبة كبيرة من سكان الريف قد تكون غير ممثلة في الإحصائيات العالمية. لقد فوجئنا بحجم التفاوت بين الأرقام الرسمية والعدد الفعلي”.
❓ هل نحتاج إلى إعادة حساب سكان العالم؟
في ظل هذه المعطيات، يطرح السؤال نفسه: هل ينبغي إعادة تقييم الإحصاءات السكانية العالمية؟
قد يكون لهذه الأخطاء تأثيرات كبيرة على السياسات الاقتصادية، والتخطيط الحضري، والمساعدات التنموية، حيث تعتمد الحكومات والمنظمات الدولية على هذه الأرقام لوضع استراتيجياتها.