برلمانية: التنمية بالأقاليم الجنوبية تتطلب محاربة اقتصاد الريع

هوية بريس-متابعات

أكدت النائبة البرلمانية، أبلاضي الباتول، أن كل مغربي يشعر اليوم بالفخر والاعتزاز بمسيرة خمسين سنة من النجاحات الدبلوماسية والإنجازات التنموية، التي تُوّجت بتفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله بإعلان يوم 31 أكتوبر من كل سنة عيدًا للوحدة الوطنية.

وأبرزت النائبة البرلمانية عن العدالة والتنمية بمجلس النواب، أول أمس الاثنينذ، أن القرار الأممي رقم 2797 سيبقى راسخًا في الذاكرة الوطنية، باعتباره انتصارًا للحق وإنصافًا للمغرب، مشيدةً في الوقت ذاته بالسياسة الحكيمة لجلالة الملك، القائمة على اليد الممدودة وحسن الجوار تجاه الجزائر الشقيقة، انطلاقًا من روابط الأخوة والدين التي تتجاوز حدود السياسة والجغرافيا.

وأكدت أبلاضي أن تحصين المكتسبات القانونية والتنموية المرتبطة بقضيتنا الوطنية، يمر عبر التفعيل الفعلي للخيار الديمقراطي، مشددة على أن النجاح في التنمية لن يتحقق دون تنزيل فعلي للجهوية المتقدمة، وتفعيل ميثاق اللاتمركز الإداري.

وأضافت أن المغرب بذل خلال العقود الخمسة الماضية جهودًا جبارة لتنمية الأقاليم الجنوبية، مذكّرة بأن الرؤية الملكية جعلت من الصحراء قاطرة للتنمية القارية والإقليمية، من خلال مشاريع استراتيجية كـالميناء الأطلسي الجديد بالداخلة، والطريق السريع تزنيت – الداخلة، والنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.

ورغم المنجزات التنموية الكبرى، أشارت النائبة إلى أن بعض مظاهر الفوارق المجالية ما تزال قائمة، داعية الحكومة إلى بلورة تصور تنموي جديد يقوم على أربعة أسس كبرى:
الديمقراطية، التنمية، العدالة الاجتماعية والمجالية، والاستدامة البيئية.

كما طالبت بإحداث جامعات ومستشفيات جديدة في الأقاليم الجنوبية، واعتماد نظام ضريبي محفّز للمستثمرين، شريطة أن يكون مرتبطًا بخلق فرص الشغل محليًا، وتشجيع المبادرة الحرة والمقاولات الناشئة للحد من البطالة.

وشدّدت النائبة على ضرورة القطع مع اقتصاد الريع وإحداث مناطق اقتصادية حرة، مع مضاعفة حصة الاستثمار الخاص لتوازي الاستثمارات العمومية، وتثمين الموارد الطبيعية والبشرية التي تزخر بها الجهة.

وفي مبادرة رمزية، اقترحت أبلاضي إنشاء مدينة جديدة باسم “مدينة الوحدة” تخليدًا لهذا الحدث الوطني التاريخي، واستجابةً لحاجيات الساكنة ولإخواننا العائدين إلى أرض الوطن.

كما دعت إلى تقييم النموذج التنموي الحالي، والنهوض بالموروث الحسّاني والثقافة المحلية، مؤكدة أن بناء الإنسان يسبق بناء العمران، مع ضرورة فتح معابر برية جديدة نحو إفريقيا، خاصة معبر السمارة – مغرين.