برنامج “فرصة” على صفيح ساخن.. وشباب مغاربة مهددون بالإفلاس والسجن

هوية بريس – متابعات

عاد برنامج “فرصة” الحكومي، الذي أطلقته حكومة عزيز أخنوش بشعار: “دعم التشغيل الذاتي وتمكين الشباب”، إلى واجهة النقاش البرلماني، وسط تصاعد أصوات المنتقدين لما وصفوه بـتعثرات بنيوية تهدد بتحويل هذا المشروع الواعد إلى مصدر خيبة أمل لدى آلاف الشباب المغاربة.

🔹 انتقادات برلمانية حول تأخر صرف التمويلات

وحسب ما أوردته جريدة “الأخبار” (6 غشت 2025)، وجهت النائبة البرلمانية حنان فطراس، عن الفريق الاشتراكي، سؤالًا كتابيًا إلى وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، تساءلت فيه عن مصير عشرات الآلاف من ملفات المستفيدين التي لا تزال عالقة رغم مرور أشهر على إعلان نتائج الانتقاء.

ووفق نفس المصدر:

• أقل من 45% من المسجلين على الصعيد الوطني توصلوا فعليًا بالدعم.

• حوالي 55% من الملفات لا تزال مجمدة داخل الإدارات، رغم استيفاء 78% من أصحابها لكافة الشروط الإدارية والفنية.

🔹 تساؤلات حول احترام التوجيهات الملكية

النائبة فطراس اعتبرت أن تأخر صرف التمويلات يتناقض مع التوجيهات الملكية الداعية إلى تسريع تنفيذ البرامج الموجهة للشباب، في ظل ما يعرفه المغرب من أزمة اجتماعية خانقة يعيشها حاملو المشاريع، اضطر بعضهم بسببها إلى الاقتراض أو توقيف أنشطتهم في انتظار دعم “موهوم”.

🔹 اختلالات في التتبع والاستعمال

وأبرزت الصحيفة أن تقريرًا صادرا عن الشركة المغربية للهندسة السياحية كشف عن انحراف خطير في فلسفة البرنامج، بعد رصد حالات استخدم فيها بعض المستفيدين التمويلات في أغراض استهلاكية أو شخصية، بعيدًا عن الأهداف الاقتصادية المعلنة، ما عرضهم لمتابعات قانونية وإنذارات من الجهات المانحة.

🔹 تحذيرات من فشل جماعي ومآزق قضائية

عبد الله فركي، رئيس كنفدرالية المقاولات الصغيرة والمتوسطة، حذر من تنامي حالات التعثر والإفلاس في صفوف الشباب المقاول، كاشفًا أن الكنفدرالية تتلقى نداءات يومية من شباب مهددين بالملاحقة القضائية، إما لعجزهم عن السداد أو لفشل مشاريعهم، بل إن بعضهم لم يُطلق مشروعه أصلًا رغم حصوله على الدعم.

🔹 مسؤولية الشركات الحاضنة وأداء ضعيف

فركي حمّل جزءًا من المسؤولية إلى الشركات الحاضنة، معتبرًا أنها لم تقم بدورها في التأطير والمواكبة، رغم رصد اعتمادات مالية مهمة لهذا الغرض.

وشكك في معايير انتقاء هذه الشركات وجدوى وجودها، خاصة أنها عجزت عن احتواء صعوبات المستفيدين أو تقديم حلول فعلية للحفاظ على مشاريعهم.

🔹 دعوة لحوار وطني عاجل لإنقاذ الورش

ودعا المتحدث ذاته إلى عدم التساهل مع المتلاعبين بالتمويلات، لكن مع تقديم الدعم التقني والمالي للفئات المتعثرة عن حسن نية، مطالبًا بفتح حوار جدي بين الحكومة والشركاء الاجتماعيين من أجل:

• إعادة جدولة الديون

• توفير تأطير إضافي للمشاريع القابلة للإنقاذ

• تقييم فعلي لنتائج البرنامج على الأرض

🔹 البرنامج مهدد بفقدان الثقة ما لم تُعالج الاختلالات

واختتم المصدر بالإشارة إلى أن مستقبل برنامج “فرصة” بات رهينًا بسرعة استجابة الحكومة لإصلاح الثغرات التنظيمية والتدبيرية، حتى لا يتحول من ورش اجتماعي طموح إلى نموذج للفشل أو الإحباط الشعبي، في وقت تعلق فيه آلاف الأسر آمالها على مشاريع التشغيل الذاتي.