“برݣامة” بين جمال البحر وقبح السلوكيات.. من المسؤول؟
“برݣامة” بين جمال البحر وقبح السلوكيات.. من المسؤول؟
هوية بريس – متابعات
يشهد شاطئ سلا، وخاصة منطقة “برݣامة” المقابلة لقصبة الوداية، مظاهر فوضى واستغلال عشوائي للملك العمومي، وذلك على رغم المجهودات المحترمة التي تبذلها السلطات المحلية للحفاظ على الأمن العام، وتحرير الفضاءات العمومية، ومجانية ركن السيارات، وضمان نظافة الشواطئ استعدادا لاستقبال الزوار والمصطافين.
غير أن بعض السلوكات الفردية، خصوصا من أشخاص يسعون لتحصيل مداخيل غير قانونية من هذه الفضاءات، تسيء بشكل كبير لجمالية الشاطئ ولمتعة الاستجمام.
فقد تحول جزء من الشاطئ إلى ملكية غير معلنة، حيث يقوم البعض بنصب طاولات وكراسي منذ الصباح الباكر وحجز مساحات واسعة، ويجبرون المصطافين على الأداء مقابل الجلوس، في خرق صريح للقانون، مع استعمال عبارات نابية وخادشة للحياء في حال الاعتراض، وهو سلوك يتنافى مع قيم المجتمع ومع الهدف من ارتياد البحر كفضاء للراحة الأسرية.
كما تستمر ظاهرة “الجيلي الأصفر” في محيط الشاطئ، حيث يفرض بعض الأشخاص إتاوات غير قانونية على أصحاب السيارات رغم وجود لافتات رسمية تؤكد مجانية المواقف. هذه الممارسات تسيء لصورة المدينة وتعرقل الجهود المبذولة لتأهيل الواجهة البحرية.
إلى جانب ذلك، يطرح الوضع البيئي تحديات خطيرة، إذ تنتشر النفايات البلاستيكية والزجاج المكسور والحفاظات وبقايا الطعام بشكل يثير الاشمئزاز ويهدد الصحة العامة، خاصة الأطفال الذين يلعبون على الرمال. هذا التلوث لا يشكل فقط خطرا صحيا، بل يسيء إلى المنظر العام ويقوض سمعة المدينة السياحية.
وعلى الرغم من المجهودات الأمنية والإدارية المبذولة، إلا أن هذه السلوكات تكشف مسؤولية مشتركة تقع على عاتق مؤسسات أخرى مثل التعليم والإعلام والثقافة، بل وحتى المساجد التي فرغت في بعض الحالات من رسائلها الهادفة في تعزيز الوعي والقيم الأخلاقية.
إن حماية الشواطئ والمحافظة على نظافتها ليست مسؤولية السلطة وحدها، بل واجب جماعي يتطلب تربية أسرية، وتأطيرا تربويا، وتوعية مجتمعية شاملة.
المطلوب اليوم ليس فقط تشديد المراقبة وتطبيق القانون بحزم، بل إطلاق حملات توعوية تعيد الاعتبار للفضاء العمومي باعتباره ملكا للجميع، وتربط بين الاستجمام والسلوك المسؤول، حتى تستعيد الشواطئ المغربية مكانتها كمتنفس حضاري آمن وجميل يليق بزوارها وساكنتها.
