بسبب إعفاء ذ.محمد بنعلي.. رسالة مفتوحة إلى وزير الأوقاف

هوية بريس – كمال عصامي
بسبب إعفاء الأستاذ محمد بنعلي… رسالة مفتوحة إلى وزير الأوقاف أحمد التوفيق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كم يؤلمني -ويؤلم كثيرين غيري- أن نرى العلماء الربانيين، المخلصين، يُعفون الواحد تلو الآخر، كما لو كان الوفاء للدين والولاء للثوابت جريمة، وكأن التفاعل مع قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين، خروجٌ عن “الضوابط”!
آخر هؤلاء العلماء، الأستاذ الجليل محمد بنعلي، رئيس المجلس العلمي المحلي لفگيگ، المعروف باعتداله، وهدوئه، وتعلّقه بالقرآن وأهله، ومحبّته لوطنه وملكه، وحرصه على ثوابت المملكة.
فما الذي فعله ليستحق الإعفاء؟
كتب عن غزة؟ عبّر عن ألمه لما يجري هناك؟ وقف مع الحق كما يفعل كل من فيه ذرة مروءة؟
كم يحزنني -ويحزن المغاربة الغيورين- أن نرى في الوقت ذاته من يُهدّمون الدين علنًا، من يستهزئون بالثوابت، من يلبّسون على الناس دينهم، يُفتح لهم المجال، ويُستقبلون في المنابر والبرامج وكأنهم أصحاب فضل ورسالة!
ألا يؤثر فيك هذا التناقض، سيادة الوزير؟
ألا تخجل من هذا الواقع الذي أصبحت فيه كلمة الحق تُقمع، وخطاب التمييع يُكرَّم؟
إنّ إقصاء العلماء الصادقين لا يُضعفهم، بل يُحررهم… لكنه يُضعف الثقة في المؤسسات، ويزيد من الهوة بين الناس ومن يمثل الدين رسميًا.
إعفاء العلماء ليس توقيفًا… إنه توفيق، لكنه في الوقت نفسه، إشارة سلبية لا تخدم لا الدين ولا الوطن.
ليس هكذا تُورد الإبل، يا وزير الأوقاف.
وتقبلوا فائق الاحترام.
كمال عصامي



