بسبب “الخطبة الموحدة”.. وزارة الأوقاف توقف الخطيب البيضاوي محمد بنساسي (فيديو)

هوية بريس – إبراهيم بَيدون
أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قرارا بتوقيف الأستاذ الداعية الشيخ محمد بنساسي خطيب مسجد الضحى التابع لمندوبية الأوقاف بعمالة آنفا بمدينة الدار البيضاء، بعد مسيرة 38 سنة من الخطابة، بسبب عدم التزامه بـ”الخطبة الموحدة”.
وتعليقا على ذلك قال الدكتور حميد العقرة “لا زالت وزارة التوفيق توقف الأئمة والدعاة الصادقين، والخطباء الذين يحملون هموم الأمة..”.
وأضاف الداعية المغربي في مقطع فيديو نشره على حسابه على فيسبوك “هذا الرجل الشيخ الأستاذ محمد بنساسي، كان أستاذ مادة التربية الإسلامية وهو متقاعد الآن، وكان يخطب الجمعة زهاء 38 سنة.. ثم جاء القرار يوم 15 أكتوبر الجاري بتوقيفه عن خطبة الجمعة، مع أن خطبته كان يشهدها الناس من مختلف مناطق الدار البيضاء، وكان مسجده محجا لهم يوم الجمعة”.
وأكد د.العقرة أن الرجل ذي سيرة حسنة ودعوته إصلاحية وأخلاقه حسنة.. ولم يثبت عنه ما يخالف (الثوابت).. متسائلا: فلماذا صدر في حقه هذا القرار؟ ليجيب: أن ذلك كما ذكر هو “عدم التزامه بالخطبة الموحدة”.
وتابع العقرة عن عدم التزامه بالخطبة الموحدة “وهذا قرار رجل حر، يعلم القرار الذي اتخذه، وأنه لا يريد الخضوع للخطبة الموحدة”، مردفا “لأننا نرى الآن الانتقادات الواسعة للخطبة الموحدة، الناس كلهم اليوم ساخطون على الخطبة الموحدة، ولو قال الوزير إن الذكاء الاصطناعي يثمن الخطبة الموحدة، آش هاد الكذوب، هذا الكذب الصراح، الناس لا يحبذون ولا يريدون الخطبة الموحدة”.
كما أكد العقرة “أن هذه الخطبة الموحدة هي علمنة صريحة لمنبر الجمعة، وتجعل الخطباء يشهدون بالزور، لأنه أحيانا يأتون بآيات ليست في محلها وينزلونها على وقائع وعلى أشياء لا تمت لها بصلة”، مردفا “عندما نقول “إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا” وننزلها على المنتخب الوطني وما فعله، هل هذا هو موطن هاته الآية الكريمة؟ وقس على ذلك، وفي خطبة الجمعة يأتون بآيات لا علاقة لها بالموضوع وينزلونها على موضوع بعيد كل البعد عن معنى الآية الكريمة”.
ثم وجه نداء إلى الخطباء بأن يكونوا “على قلب رجل واحد، فالخطبة الموحدة تنفر الناس، حتى بدأ بعضهم يأتي متأخرا لخطبة الجمعة، الواحد منهم يريد أن يصلي الركعتين ويذهب، لأن خطبة الجمعة (نصها) تنشر يوم الأربعاء فيقرأها الناس خلاص، طعم خطبة الجمعة لم يعد موجودا، وذاك الشوق إلى حضور خطبة الجمعة لم يعد موجودا، ذاك الحماس عند الناس وعند الخطباء الذين يجلسون ويهيئون الخطبة تجده أسبوعا كاملا وهو يهيئ خطبة الجمعة لأنه يريد أن يبلغ للناس دين الله تبارك وتعالى، ويعالج قضايا وظواهر تحتاج الأمة إلى بيانها”، مضيفا “أحيانا تكون الخطبة في واد والواقع في واد فهذا ينبغي مراجعته”.
اقرأ أيضا: بالفيديو.. توقيف الخطيب الذي استنكر الخطبة الموحدة فوق منبر الجمعة (وثيقة)
ثم وجه العقرة كلامه إلى التوفيق قائلا “اتق الله يا وزير الأوقاف، اتق الله في الشعب المغربي، فنحن لا نريد خطبة الجمعة الموحدة بهذه الصيغة وهاته الطريقة، ولو أجرينا استطلاعا لوجدنا المجتمع يرفضها رفضا تاما”.
ليختم مقطعه بقوله “فأنا من هذا المنبر أدافع عن أستاذي سي محمد بنساسي، خطيب الجمعة، الرجل التقي الصالح النقي، من 1987 إلى يومنا هذا وهو على منبر الجمعة، يوجه وينصح ويرشد ويعلم، واستقام على يديه أمم ولله الحمد، وكان له الفضل بعد الله تبارك وتعالى في إصلاح مجموعة من الآفات كانت منتشرة في مدينة الدار البيضاء”
يذكر أن أول خطيب تعرض للتوقيف بسبب “الخطبة الموحدة” هو الخطيب أحمد أجندوز خطيب مسجد المنبر الكبير بمنطقة العوامة عمالة طنجة بعد استنكاره “توحيد خطبة الجمعة” فوق منبر الجمعة بتاريخ 28 يونيو 2024، التي صدرت فيها خطبة موحدة في موضوع “فضل الاستجابة” وهي الخطبة الموحدة الأولى في إطار “خطة تسديد التبليغ”.



