بشر من شجر الغرقد (الغرقديون)
هوية بريس – د. رشيد بنكيران
أخبر الصادق المصدوق أن من الحجر والشجر ما سينطقه الله عز وجل نصرة للمسلمين عند القتال الذي سيكون بينهم وبين اليهود، إلا نوعا من الشجر يسمى الغرقد، فإنه سيؤازر اليهود بسكوته وقبول أن يختبئ اليهودي الظالم وراءه، ولهذا أضافه النبي عليه الصلاة والسلام لليهود من باب إضافة الشيء لصاحبه ولمؤازره. أخرج الإمام مسلم في الصحيح عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
إلا أنه يبدو أن من البشر ـ وللأسف هم معدودون من جملة المسلمين ـ سبقوا شجر الغرقد في مواطأتهم للهيود وجرائمها، فيطبلون فرحا عندما يقصف اليهودُ أهلَنا في غزة ويشتاطون غيضا عندما تكون الدائرة على اليهود…
ومن تبريرات هؤلاء الغرقديين على الخزي الذي هم فيه أن حماس وفصائل المقاومة روافض أو من ملشيات إيران، هكذا دون تبصر بما يقولون.
والجميع يعلم أن علاقة حماس وفصائل المقاومة بإيران تقف على العتبة نفسها التي تقف عليها علاقة بعض الدول العربية بأمريكا، فما جاز لهؤلاء جاز للآخرين، وما اعتذر به لهؤلاء اعتذر به للآخرين، بل حماس ومن معها من فصائل المقاومة أولى من تلك الدولة العربية بالجواز والاعتذار نظرا لظروفها المادية القاهرة، وتخلي معظم دول العربية عنها…
وهب أن حماس ومن معها من فصائل المقاومة قدمت بعض المصالح لإيران في مقابل إمدادها بالسلاح والعون، ففي عالم السياسة ليس هناك شيء بالمجان، هب أن هذا الأمر صحيح ـ من باب الافتراض ـ هل يصح في ميزان الشرع أن تفرح للكيان الصهيوني المغتصب الظالم، الذي أفسد الحرث والنسل، وسلب المسجد الأقصى، ولا يزال يقتل في المسلمين في فلسطين بدم بارد دون رقيب ولا حسيب ويعتدي على حرمتهم، هل يصح في ميزان الشرع هذا الأمر!؟؟
هل يصح في ميزان الشرع أن تغضب عندما يحقق المسلم المظلوم النصر على اليهود الظلمة!؟
من هم أولى لك، المسلمون الذين اغتصبت أرضهم وأعراضهم أم اليهود الغاصبون الظالمون؟
سوى إذا كنت غرقدي مثل شجر الغرقد، فلاشك أنك ستفضل اليهود.
اللهم اهدنا واهد بنا ولا تجعلنا فتنة للذين ظلموا.
اللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود الصهاينة المغتصبين.
اللهم أمين
8
7