بعد أمطار الخير… منتجو الأرز يتطلعون إلى توسيع المساحات المزروعة بالمغرب

بعد أمطار الخير… منتجو الأرز يتطلعون إلى توسيع المساحات المزروعة بالمغرب

هوية بريس – متابعات

بعثت التساقطات المطرية الأخيرة التي همّت عددا من الأقاليم، خصوصا منطقتي الغرب واللوكوس، روح التفاؤل في صفوف منتجي الأرز بالمغرب، حيث يرتقب المهنيون رفع المساحة المزروعة إلى ما لا يقل عن 9000 هكتار خلال الموسم الفلاحي المقبل الذي ينطلق في مارس، مقابل 4500 هكتار فقط تمّت زراعتها خلال الموسم الحالي.

وفي هذا السياق، أكد محمد العربي الغزواني، رئيس الفيدرالية البيمهنية للأرز، أن محصول الموسم الذي جرى حصاده خلال شهر نونبر الماضي كان “مهماً جداً”، رغم محدودية المساحة المزروعة، مشيراً إلى أن تحديد هذه المساحة جاء بقرار من وزارة الفلاحة انسجاماً مع وضعية الموارد المائية، نظراً لما تتطلبه زراعة الأرز من كميات كبيرة من المياه، في ظل تداعيات الجفاف التي عرفتها المملكة.

وأوضح الغزواني، في تصريح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن تقليص المساحات انعكس أيضاً على وتيرة الاستيراد، إذ لم يتم استيراد سوى 60 في المائة من الكمية المبرمجة لسنة 2025، المقدّرة بـ55 ألف طن. ومع تحسن الوضعية المطرية، عبّر المتحدث عن تفاؤله بإمكانية تحقيق اكتفاء ذاتي في السوق الوطنية خلال الموسم المقبل، في حال بلوغ عتبة 9000 هكتار مزروعة.

وأشار رئيس الفيدرالية إلى أن كميات الأمطار المسجلة هذا الموسم لم تشهدها مناطق الإنتاج منذ سنة 2018، ما يعزز آمال المهنيين في انتعاش القطاع بعد سنوات من التراجع الحاد. فقد انخفض إنتاج المغرب من الأرز إلى 55 ألف طن سنة 2023، مقارنة بمعدل 74 ألف طن خلال سنتي 2021 و2022، بفعل الجفاف.

وفي المقابل، يشتكي مهنيّو القطاع من المنافسة التي يفرضها الأرز المستورد، خاصة القادم من مصر، والذي يعتبر، حسب الغزواني، أقل جودة ويستفيد من دعم وامتيازات جمركية، ما يجعله يُسوّق بأسعار أدنى من الأرز المغربي الذي يتراوح سعره بين 7.5 و8 دراهم للكيلوغرام.

ويُستورد الأرز خاما (Le riz gargo) قبل إخضاعه لعمليات المعالجة داخل الوحدات الصناعية من أجل تنقيته وتحويله إلى أرز أبيض صالح للاستهلاك. ورغم الاكتفاء بزراعة 4500 هكتار هذا الموسم، فإن هذه المساحة تبقى مرتفعة مقارنة بسنة 2024 التي لم تتجاوز فيها المساحات المزروعة 925 هكتاراً.

ويضم القطاع ست شركات تنشط في مجال الأرز، تحقق رقم معاملات يُقدّر بنحو 600 مليون درهم. غير أن الجفاف أضر بشكل خاص بمنطقة اللوكوس التي لم يتجاوز إنتاجها 6500 طن الموسم الماضي، ما دفع وزارة الصناعة والتجارة إلى اتخاذ إجراء استثنائي لدعم استقرار الأسعار، تمثل في تعليق الرسوم الجمركية والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على واردات الأرز الخام، في حدود 55 ألف طن، خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير إلى 31 دجنبر 2025.

وفي سياق متصل، توقّع تقرير حديث لخدمة الزراعة الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA FAS) أن يرتفع إنتاج المغرب من الأرز خلال موسم 2025-2026 بنسبة تصل إلى 33 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، مع احتمال تراجع الواردات إلى نحو 80 ألف طن بفعل تحسن الإنتاج المحلي، مقابل استهلاك وطني مرجّح في حدود 128 ألف طن، بزيادة تناهز 2 في المائة.

ويرتكز تطوير هذا القطاع على عقد برنامج يربط الدولة بالمهنيين للفترة ما بين 2021 و2030، بقيمة إجمالية تبلغ 339 مليون درهم، تلتزم بموجبه الفيدرالية باستثمار 168 مليون درهم، فيما تضخ الدولة 171 مليون درهم، توجه أساساً لتعزيز البنيات التحتية ودعم استدامة زراعة الأرز بالمغرب.