شكل البلاغ الذي أصدره أمس السبت حزب الاستقلال والمتعلق بالتصريحات المثيرة الداعية إلى التطبيع مع الزنا والقبول بالعلاقات الجنسية الرضائية، حالة استثنائية في المجال السياسي.
إذ حزب الاستقلال هو الحزب الوحيد الذي سجل موقف الرفض للتطبيع مع الرذيلة ومنع صلاة الأطفال في المخيمات الصيفية، معتبرا هذه “الدعوات والتوجهات والأفكار تمس بقيم ونموذج المجتمع المغربي في تساكنه وتماسكه، وتسوق أيضا لاختيارات مجتمعية مضادة للثوابت الجامعة للأمة المغربية كما يكرسها دستور المملكة وللهوية الوطنية في تنوع مكوناتها وروافدها والتي تتميز بتبوؤ الدين الإسلامي بمبادئه وتعاليمه السمحة مكانة الصدارة فيها”.
أمانة حزب الاستقلال حذرت في بيانها “أن مثل هذه الدعوات قد تغذي بشكل مباشر خطابات ونزعات التطرف ببلادنا”.
لا يملك المتابع إلا أن يشكر حزب الميزان على المبادرة التي أقدم عليها، وإن كانت غير كافية، لكن حزب الاستقلال سجل موقفا يحسب له، بخلاف كل الأحزاب الأخرى التي لزمت الصمت حيال ما يقع وكأن الأمر لا يعنيها في شيء.
إلا أنه على الطرف المقابل فحزب الاستقلال مطالب بالتحرك وتحمل مسؤوليته الكاملة فيما يصدره مركز “الميزان”، المحسوب عليه والذي يحمل اسم شعاره، من دعوات وخطابات تناقض الهوية الوطنية ومسلمات الدين الإسلامي.
فمركز الميزان، وفق تصريح سابق لمحمد عبد الوهاب رفيقي الذي يترأسه، “يحظى بكل الدعم المعنوي واللوجستيكي من حزب الاستقلال”، وكان من المفترض فيه أن “يعمل على تعريف العالم بالأدوار الكبرى التي لعبها حزب الاستقلال على المستوى السياسي والفكري، والتعريف برموز الحزب ورواده وبجهودهم المعرفية والفكرية، فضلا على المساهمة في مواجهة الظاهرة الإرهابية، من خلال إحياء مشروع السلفية الوطنية، والفكر التنويري الذي لا محيد عنه لمعالجة الفكر المتطرف”.
لكن للأسف بات هذا المركز “موقعا شخصيا” للمدعو محمد عبد الوهاب رفيقي، يستغله كغطاء يطل من خلاله على الرأي العام، وينشر فيه مقالاته وحواراته والندوات التي يشارك فيها، ويمرر من خلاله مجموعة من المواد التي تطعن في أصول الإسلام وأحكامه، ولا يُعنى من قريب أو بعيد بما أسس لأجله.
فقبل أشهر هاجم المعتقل السابق بخلفية الإرهاب كتابي البخاري ومسلم، وطالب بتبديل حكم الله تعالى في الإرث، ووصف عذاب القبر المثبت بأدلة قرآنية ونصوص نبوية متواترة بالأسطورة والخرافة، إضافة إلى تكراره لشبه الفرق القديمة ومن عدَّهم علماء السنة والمذاهب الأربعة زنادقة، من مثل الطعن في أحكام قطعية في القرآن الكريم (زواج المسلمة بغير المسلم، الحدود، التبرج..)، وسب الصحابة والتنقيص من قدرهم.
أضف إلى ذلك أن صفحة المركز على الفيسبوك توقفت مند نهاية نونبر 2017، وذلك بعد أن غادر مجموعة من الأطر المركز لأسباب متعددة لعلنا نقف معها في مناسبة قادمة، فبقي الموقع ينشر لرفيقي وحده فقط!
أكيد أن حزب الاستقلال يضمّ عقلاء لا يرضون على الإطلاق بما ينتجه رفيقي من خطابات، ومن المفترض في هذه النخبة العاقلة أن تتحرك على وجه السرعة لإنقاذ سمعة حزب سي علال -رحمه الله- مؤلف كتاب (دفاع عن الشريعة)؛ ممن بات يسعى في حربها ويستغل هذا الحزب الوطني العريق لتمرير قناعاته العلمانية المنحلة.