بعد اللقاء المتوتر بين ترامب وزيلينسكي.. خبير مغربي: أوروبا تنتحر!!

هوية بريس-متابعات
قال الخبير زالمتخصص في العلاقات الدولية، مصطفى كرين أن “أوروبا تنتحر …حرفيا، لقد نسيت أوروبا أنها كادت تصبح مستعمرة نازية لولا تدخل الأمريكان والروس ، ونسيت أنها لم تكن لتقوى على مواجهة الاتحاد السوفياتي لولا أمريكا ، ونسيت أن قوتها ليست في ذاتها بل في تحالفها مع أمريكا ، وها هي أوروبا اليوم ، بعدما نسيت أو تناست كل ذلك ، تتحول إلى شكل من أشكال “الجامعة العربية” حين رفعت رايات التنديد والتحدي في وجه واشنطن .
وتابع الخبير المغربي في منشور له “تظن أوروبا طبعا أن بإمكانها لي ذراع واشنطن من خلال التقارب مع الصين ، ولكنها تنسى أو ربما لا تفهم أن الصين لا تعقد تحالفات من هذا النوع ولا بهذه الطريقة وأن الصين قد تفضل التقارب مع واشنطن على التقارب مع أوروبا…ونسيت أوروبا أنها في الحقيقة متخلفة جدا بالمقارنة مع الصين والأمريكان في ميادين عدة ، وأنها في حقيقة الأمر ، بدون التحالف مع واشنطن ، ليست أفضل ولا أقوى من دول العالم الثالث، ويتجلى ذلك على الأقل على ثلاث مستويات:
– أولا : ليست لأوروبا سيادة عسكرية، فهي محمية بفضل القواعد العسكرية الامريكية التي تتجاوز السبعمائة قاعدة عبر العالم ، والمظلة النووية الأمريكية ، كما أن أوروبا لا تستطيع حاليا بناء هيكل عسكري قادر على حمايتها، لعدة أسباب ، أهمها أن الخلاف بين أعضائها كبير جدا ، وثانيها أن وضعها الاقتصادي لا يسمح بزيادة الإنفاق العسكري بما يسمح ببناء تحالف عسكري حقيقي قادر على المواجهة ، ناهيك عن الوقت الذي قد يتطلبه كل ذلك .
– ثانيا : وليست لأوروبا سيادة طاقية فهي تابعة للولايات المتحدة وروسيا والخليج العربي فيما يتعلق بحاجياتها الطاقية، وقد قطعت حبل المودة مع روسيا وهاهي تقطعه مع أمريكا ولا يمكنها الاعتماد على الخليج في تلبية حاجياتها من الطاقة إذا لم تكن على وفاق مع واشنطن ، لأن الخليج العربي حليف لأمريكا .
– ثالثا : ولا تتوفر أوروبا على سيادة رقمية، فهي تابعة للإمبراطورية الرقمية الأمريكية المتمثلة (GAFA) في غوغل وفايسبوك وآبل وأمازون وغيرها ، حتى قاعدة بياناتها مخزنة في الولايات المتحدة ومعطيات الأوروبيين الشخصية في ملكية واشنطن
– رابعا : أوروبا لا تتوفر أيضا على المواد الأولية الضرورية لاستعادة نسيجها الصناعي الذي فقدته إبتداءً من الثمانينيات ، وإنما كانت تستورد تلك المواد الأولية والمعادن النادرة ، حتى لا نقول كانت تنهبها ، من القارات الأخرى مثل إفريقيا وآسيا ، تحت حماية الأمريكان مرة أخرى
– وأخيرا وليس آخرا، أوروبا لا تتوفر على قوة ديمغرافية وإنما كانت تستغل المهاجرين لجلب اليد العاملة الرخيصة ، لتغذية اقتصادياتها التي كانت مزدهرة ذات زمان بفضل ضعف التكاليف ، أما الآن أو بعد بضع سنوات (والبضع لغة من ثلاثة إلى تسعة ) فلن يتسابق عليها المهاجرون ، لأن اقتصادياتها ستنهار تحت وطأة كل النواقص والأزمات التي ذكرناها .
وخلص كرين، يأتي كل هذا في ظل ظهور انقسامات شديدة حتى بين أعضاء الاتحاد الاوروبي بين مؤيد لخط زلينسكي مثل فرنسا وبريطانيا ودول صغيرة مثل إستونيا وسلوفينيا ومؤيد لخط ترامب مثل هنغاريا وبولونيا ، وهو ما ينذر بوقف مسيرة الاتحاد ككل وتفككه بأسرع مما كان متوقعًا.



