بعد انتهاء أزمة الأساتذة المتدربين التي استمرت لعدة شهور وكانت الأزمة مهددة بسنة بيضاء قبل أن يتوافقوا والحكومة على حل مرض لجميع الأطراف، انطلقت مسيرة 10.000 إطار تربوي الاحتجاجية للمطالبة بالإدماج، أي التوظيف والالتحاق بالأقسام، بحكم استفادتهم من تكوين كامل في التدريس وبيداغوجياته، في المدرسة العليا للأساتذة.
وتحت شعار “نضال مستمر حتى تحقيق الإدماج”، نظم حوالي 3 آلاف من هؤلاء الأطر اليوم بالرباط مسيرتهم الوطنية الاحتجاجية الأولى قبل أن يقفوا أمام البرلمان، ويرفعوا شعاراتهم، ويذكروا بمطالبهم.
وتعريفا بقضيتهم يقول محمد أخطاب أحد هؤلاء الأطر:” انبثق من الرباط وبالضبط من المدرسة العليا للأساتذة بقيادة أطر البرنامج الحكومي شكل نضالي جديد، لا يقل رقيا عن سابقه الذي قاده الأساتذة المتدربون والذي عبر عن رغبة فولاذية في تحقيق النصر.. فوجه الشبه الأساسي فيه هو الفئة التي تقوده، أجل إنهم أساتذة يطالبون في حق مشروع بالنسبة لهم، ألا وهو التوظيف والإلحاق بالأقسام.
أجل فكل فئة عليها أن تثق بمشروعية مطالبها لتقنع بها الغير، رغم أنه في بلدنا الحبيب هذا غالبا ما تكون حصص ونتائج النضال هزيلة، فالدولة لا تتعامل معنا كمواطنين لها، بل كأعداء يجب كسر شوكتهم وإذلالهم، كلما أعلنوا رفض سياساتها العمودية..
أما من ناحية مشروعية المطلب فلا يعقل أن تستفيد من تكوين في التدريس وبيداغوجياته.. على نفقة الدولة، وتضيع سنة كاملة من حياتك في ذلك لتجد نفسك في آخر المطاف في صفوف المعطلين أو لعبة في أيدي لوبي التعليم الخصوصي.
أما أحسن الأحوال وأوفر الحظوظ فهو أن تلتحق بالمراكز الجهوية بعد مباريات ماراطونية لتتلقى نفس التكوين مرة أخرى. كأنك تقول إن المدارس العليا ما عادت تقوم بدورها كما يجب، وأن خريجيها لا يمتلكون من الخبرة ما يكفيهم لقيادة القسم”.
وعن البرنامج النضالي قال: “كانت خطوتنا النضالية الأولى هي تكوين تنسيقيات محلية في المواقع الستة بالمغرب، بعد ذلك توحدنا في إطار تنسيقية وطنية، وبعد عدة حلقيات تواصلية خرج “فوج الأمل” بخطوة نضالية تمهيدية وموحدة على صعيد الوطن، وهي وقفة احتجاجية يوم الخميس 12 ماي 2016، جسدتها مجموعة من المواقع، وحيث يستحيل مرور حدث كهذا دون أن يترك فيه نظامنا المريض بصمته، فقد قام باعتقال أحد الطلبة الأساتذة في موقع فاس الصامد، لتستمر مسرحياته ومحاكماته الصورية التي تكشف يوما بعد يوم عن هشاشته..
بالنسبة لنا نحن أساتذة موقع الرباط فقد عجزنا عن تنظيمها في وقتها المحدد لأسباب لوجيستيكية، إلا أننا عوضناها بوقفة اليوم، والتي يمكننا وصفها بالنجاح والفعالية في التعريف بالقضية وكبداية لسلسلة أخرى من النضالات والتضحيات التي بدأناها مع “فوج الكرامة” والتي نأبى أن ننهيها حتى تحقق جميع مطالبنا العادلة والمشروعة، لذا أنوه بكل الأصدقاء الذين ساهموا في نجاح الوقفة..”.