بعد تفجيرات لبنان.. تفاصيل مثيرة بشأن إمكانية اختراق الهواتف الذكية!
هوي بريس – وكالات
نما القلق أخيرا حول ما إذا كان من الممكن استخدام الأجهزة الإلكترونية الذائعة الاستهلاك، لإلحاق الأذى الجسدي بأشخاص غير منتبهين، وذلك بعد معاناة لبنان من هجمات قاتلة، شهدت انفجار أجهزة اتصال محمولة أمس الأربعاء، وآلاف أجهزة النداء “البيجر”، في وقت واحد، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص، بما في ذلك طفلين، وإصابة ما يقرب من 3000 شخص في اليوم السابق.
وفي عام 2021، حذرت شركة الاستشارات الأمريكية “غارتنر”، من أن مجرمي الإنترنت سيستخدمون بيئات التكنولوجيا التشغيلية، من أجل إيذاء البشر أو قتلهم خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأشارت إلى أنه من الممكن في الوقت الحالي، اختراق الأجهزة التي تتراوح من أجهزة الكمبيوتر المحمولة “اللابتوب” إلى منظمات الحرارة “الثرموستات” عن بُعد، بحيث يمكن على سبيل المثال تسخين حبر الطابعات بدرجة كافية لحرق الورق بداخلها، أو أنه يمكن اختراق أنظمة المركبات لتعطيل أجزاء مثل الفرامل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “إراتا سيكيوريتي” للأمن السيبراني، روبرت غراهام، ومقرها أتلانتا في تصريحات لصحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية: “في كل هذه الأجهزة، يوجد جهاز كمبيوتر صغير للغاية.. إن أجهزة النداء “البيجر” بطيئة نوعا ما، لكنها لا تزال أجهزة كمبيوتر، لذا فإن من يعترض هذه الأجهزة من المرجح أن يكتب برنامجه الخاص، ويغير البرنامج ويضعه على الأجهزة، حتى تعمل بنفس الطريقة”.
لكن شدد غراهام على أنه من “الصعب للغاية إعادة برمجة الأجهزة المادية للبطارية عن بُعد لكي تسخن بشكل زائد مما يسبب انفجارا”، مبينا أنه “يجب شحن بطارية الهاتف بالكامل حتى تتسبب في حدوث ضرر في حالة استهدافها”.
مخاطر تهدد الهاتف الذكي
تعد الهواتف الذكية من أكثر الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية شعبية، وهي مرشحة واضحة للتعرض لاختراق، إلا أنها خيار مكلّف للمهاجمين المحتملين، نتيجة التدابير الصارمة التي اتخذها صانعوها.
كما أسهمت التكنولوجيا المتقدمة في منع الوصول عن بعد، وخاصة داخل الطبقة العليا من الهواتف الذكية من “غوغل” و”آبل”.
وهنا يشرح روبرت غراهام أن التطبيقات على الأجهزة من شركات مثل “سامسونغ” و”هواوي” من المعروف أنها غالبا ما تحتوي على أخطاء أكثر بكثير” من تلك الموجودة في أجهزة “سامسونغ” و”آبل”.
ويتفق الرئيس التنفيذي لشركة “سايفرليك” للأمن السيبراني، محمد بلعربي، ومقرها أبو ظبي في الرأي مع غراهام، قائلا: “قد تكون تكلفة اختراق جهاز جيد الصنع وآمن فلكية”.
وأضاف في تصريحات لصحيفة “ذا ناشيونال”: “عندما يتعلق الأمر بالبرامج الثابتة، فأنت بحاجة إلى الكثير من الخلفية والمهارات الفنية، ويجب أن تكون قادرا على “تجاوز الضمانات الأمنية التي تم إنشاؤها بواسطة الشركات المصنعة”.
وتابع: “لقد رأينا هذا من قبل حيث قد تصل تكلفة اختراق هاتف “آيفون” من إنتاج شركة “آبل” إلى ملايين الدولارات، والآن تخيّلوا مضاعفة هذا المبلغ للوصول إلى شيء بالغ الأهمية وخطير، مثل تفجير جهاز النداء “البيجر” أو تفجير توربين”.
لكن حذر بلعربي من أنه “بالنسبة للأنظمة الأقل حماية أو الأكثر عيبا، فإنه يمكن استخدام العناصر اليومية لاختراق أجهزتك، وعلى سبيل المثال هناك كابل البيانات والطاقة المتواضع الذي يمكن شراؤه من أي موقع للتجارة الإلكترونية مثل “أمازون”، والنوع الأكثر شعبية حاليا هو “USB-C”، إذ أن هذا الاتصال البسيط لديه القدرة على تعريض الجهاز للخطر بشكل خطير”.
وقال بلعربي: “أصبحت هذه الأشياء متطورة للغاية، لدرجة أنه يمكنك اليوم شراء كابل “USB-C” على الإنترنت به كمبيوتر صغير مدمج في رأس الكابل، ويمكن لهذا الجهاز التلاعب بالمكونات المادية للتكنولوجيا لتحقيق تأثير مرغوب فيه، وفي كثير من الحالات ضار”.
احتياطات مطلوبة
في أمريكا، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي”، العام الماضي، من استخدام نقاط الشحن العامة للأجهزة الإلكترونية، قائلا إنها يمكن أن تكون بوابة لمجرمي الإنترنت، موضحا أن محطات الشحن في الأماكن العامة، بما في ذلك مراكز التسوق والفنادق والمطاعم والمتنزهات، مهدت الطريق لـ”الاختراق”، والذي يعني ببساطة استخدام اتصال “USB” لاختراق جهاز.
وأضاف محمد بلعربي: “في اللحظة التي تبدأ فيها استخدامه للشحن، يتمكن المخترق من الوصول إلى هاتفك وجمع البيانات، وهذا أمر شائع للغاية”.
وردا على سؤال آخر تم طرحه، وهو لماذا لم يشهد قطاع غزة هجمات باستخدام التكنولوجيا، كانت إحدى الإجابات هي أنه “نظرا لأن الكثير من التكنولوجيا في غزة مصنوعة محليا، فهي أقل سهولة في الوصول إليها”.
وأضاف: “إنهم قادرون على التواصل دون تدخل من مشغلين أو جهات فاعلة خارجية”، على عكس حالة هجوم إسرائيل على “حزب الله” اللبناني، إذ كان من الممكن استخدام الموجات الراديوية للتسبب في تداخل مؤقت”.
أكثر من جرس إنذار
أكد الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا “أومبوري” ومقرها دبي، أندرياس هاسيلوف، في تصريحات لصحيفة “ذا ناشيونال”، أن “حادث تفجيرات لبنان الأخير يتجاوز كونه جرس إنذار، بل إنه “تذكير صارخ بأن نهجنا في التعامل مع أمن سلسلة التوريد يحتاج إلى إصلاح شامل”.
وقال موضحا: “نحن نواجه سلالة جديدة من التهديدات التي تطمس الخطوط الفاصلة بين الثغرات الرقمية والمادية”، مشيرا إلى هجمات سلسلة التوريد المتقدمة السابقة على “سولارويندز”، و”نوت بيتيا”، و”سوبر مايكرو”.
ومضى: “إن الرسالة واضحة، وهي إما التكيف مع المخاطر والاستعداد لها، أو أن تصبح هدفا، إن المنظمات التي تتمسك بنماذج أمنية قديمة لا تتخلف عن الركب فحسب – بل إنها تدعو إلى الكارثة”.
يُذكر أن أجهزة “بيجر” انفجرت في أجزاء مختلفة من لبنان، يوم الثلاثاء، وأصيب ما يصل إلى 2.8 ألف شخص، وتوفي 12. ولم يعرف بعد سبب التفجير المتزامن لعشرات الأجهزة. واتهم “حزب الله” والسلطات اللبنانية إسرائيل في الحادث.
وأثارت انفجارات أجهزة “بيجر” الأخيرة في لبنان، عدة تساؤلات عن الشركة المصنعة لهذه الأجهزة، ما أجبر الشركة التايوانية على الرد في بيان لها. (وكالة سبوتنك)