بعد زيارة مجموعة من الأئمة والمشايخ إلى الكيان الإرهابي.. ماذا تعرف عن محاربة الدين بالدين؟

هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي
فكرة الضرار.. النشأة والتطور
بعد زيارة مجموعة من الأئمة والمشايخ إلى الكيان الإرهابي.. ماذا تعرف عن محاربة الدين بالدين؟
بعد محاولات حثيثة وأساليب ماكرة من المنافقين لهدم الإسلام من الداخل اهتدوا أخيرا إلى فكرة شيطانية قذرة وهي محاربة الدين بالدين واستغلال أعظم رمز في الإسلام لتنفيذ مشروعهم الخبيث فعمدوا إلى بناء مسجد بجوار مسجد قباء لا ليكون صرح بناء ونصرة للإسلام والمسلمين كما هي وظيفه المساجد، بل ليكون أداة بيد الأعداء لهدم هذا الدين، وتفريق جماعة المسلمين ونشر الفتن بينهم، وبعد بنائه وتشييده دعوا النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه ليكتسب المشروعية بذلك، فقال عليه الصلاة والسلام ردا عليهم: “إنا على سفر ولكن إذا رجعنا -إن شاء الله-، وكان عليه الصلاة والسلام في طريقه إلى تبوك، فلما قفل راجعا إلى المدينة جاءه جبريل بالوحي يخبره بحقيقة القوم ونواياهم الخبيثة، قال تعالى: (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المومنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن اردنا إلا الحسنى، والله يشهد إنهم لكاذبون، لا تقم فيه أبدا، لمسجد أسس على التقوى من اول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين)، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من هدم ذلك المسجد قبل قدومه إلى المدينة.
واليوم تطورت فكرة الضرار لتظهر في صور كثيرة توافق الزمن الذي نعيش فيه، فاتخذت بذلك صورا شتى، فتراها في صورة مساجد وأئمة ومشايخ وعمائم ولحى ومواقع أنترنيت وقنوات تلفزيونية ومؤتمرات علمية ومنتديات ثقافية.. تحمل في كل ذلك شعارات جذابة مثل: التعايش والسلام والتسامح والتجديد والتسديد وغيرها من المسميات البراقة التي ظاهرها خدمة الإسلام وباطنها هدمه والنيل منه (وليحلفن إن اردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون)؛
والأخطر من ذلك أنه ومع ضعف الأمة الإسلامية وتسلط عدوها عليها استطاع الكثير من الخونة والمنافقين التسلل إلى معظم مفاصيل القرار في الكثير من الدول العربية والإسلامية، فاستطاع العدو أن يفرض على الأمة شخصيات تخدم مشاريعه وأهدافه في مختلف القطاعات، ولم يسلم الحقل الديني من ذلك فصرت ترى في هذه الدول وزير أوقاف الضرار ومفتي الضرار وعلماء الضرار مهمتهم تقديم إسلام ناعم لا ينهض عزيمة ولا يحيي أمة ولا يخيف عدوا، أو بعبارة أخرى تسليم الأمة إلى عدوها وتمكينه من رقبتها بطريقة ناعمة، وهذا ما يفسر توحيد الخطاب الديني في مختلف هذه الدول حيث تمكن بموجبه هؤلاء من إفراغ خطب الجمعة من محتواها فحذفت خطب الجهاد والولاء والبراء والقضية الفلسطينية ومنع إنكار المنكر بشتى صوره فلا حديث عن مهرجانات الفسق والفجور ولا نهي عن التبرج والسفور ولا تنديد بالربا والخمور.. لأن هذه الفواحش والمنكرات هي أيسر طريق لهدم الأمة من الداخل وإطفاء جذوة الإيمان في قلوب الشباب وإغراقهم في فتن الشهوات ولهذا فهي مقدسة لايستطيع أحد أن ينهى عنها أو يحذر منها، وموازاة مع ذلك تم عزل جميع العلماء الربانيين الذين قد يعرقلون هذا المشروع أو يشوشون عليه.
قلت لك كل هذا حتى لا تتفاجأ من مشاييخ يزورون الكيان ومن لحى تطعن في المجاهدين في أرض العزة، ومن وزير أوقاف يجهر بالعلمنة ويبيح الفواحش والربا، ويبطش بالعلماء ويعتدي على الطفولة البريئة ويضيق على حقها في تعلم القرآن.. ثم لتعلم بعد ذلك أن واجبنا هو التحذير من هذه المشاريع ومن خطرها على الأمة ومدافعتها بمشاريع إسلامية أصيلة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واستجابة لأمر الله تعالى الذي أمر نبيه وأمته معه بذلك (لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من اول يوم أحق أن تقوم فيه).
وصلّ اللهم وسلم وبارك على محمد.



