بعد “سامحيني” 2M تستمر في مسخ المجتمع المغربي عبر مسلسل تركي آخر
هوية بريس – نبيل غزال
وفق تقرير حديث لشركة “ماروك ميتري” المتخصصة في قياس نسب المشاهدة بالمغرب، فقد حل المسلسل التركي المترجم إلى اللهجة المغربية “لن أتخلى أبدا” في صدارة قائمة البرامج الأكثر مشاهدة على القنوات المغربية.
وحصد المسلسل الذي تبثه القناة الثانية 2M خمسةَ ملايين و575 ألف مشاهدة (5.575.000)، متبوعا بمسلسل “قلبي بغاه” بـ4 ملايين و105 ألف مشاهدة، و”عودة المنتقم” بـ4 ملايين و43 ألف مشاهدة، و”سينسيتار” بـ3 ملايين و623 ألف مشاهدة، و”ماجد” بـ3 ملايين و461 ألف مشاهدة.
وبحسب معطيات “ماروك ميتري” دوما فقد قضى المغاربة ما مجموعه 3 ساعات و39 دقيقة خلال الأسبوع الثاني من شهر غشت أمام شاشات التلفاز.
أضف إلى هذا، وفقا لتقارير سابقة، فإن نسبة المسلسلات المدبلجة التي تبثها القناة الثانية 2M، تشكل ثلث البرامج المقدمة يوميا، وتصل الإنتاجات الأجنبية إلى أزيد من نصف البرامج.
وجميعنا نعلم ما يتم تمريره من خلال هذه المسلسلات من قيم كالتطبيع مع الخمور والخيانة الزوجية؛ وربط العلاقات خارج إطار الزواج.. ناهيك عن الكلمات النابية التي يسمعها المشاهد بالدارجة رفقة أبنائه.. والمشاهد فوق الفراش.. واللباس العاري المثير.. وغير ذلك كثير.
وبعد ذلك نتساءل ما السبب وراء ارتفاع: نسبة التحرش.. واغتصاب النساء والأطفال.. والخيانة الزوجية.. والأمراض المنتقلة جنسيا.. وحالات الرضع الذين يرمون يوميا في حاويات القمامة والحدائق العمومية.. والطلاق والتفكك الأسري..
القناة الثانية للأسف، التي تمول من المال العام، تسهم بشكل كبير في استفحال هذه الظواهر، وتطبع مع كثير من السلوكات المخلّة والعقائد المنحرفة.. وتثقل كاهل الدولة بتحمل نفقات كبيرة لحل مشاكل لا نهاية لها في مخافر الشرطة والمحاكم والمستشفيات..
وهنا يطرح سؤال حول غياب “التجانس الحكومي”، حيث نجد قطاعات كالأوقاف والشؤون الإسلامية تحض -مثلا- على العفة والحشمة والوقار، في حين نجد قطاعات أخرى كالثقافة والإعلام والفن.. تسعّر الشهوات؛ وتغري المجتمع للارتماء في أوساط اللذة الحرام والانحلال..
ما يشوش على الرأي العام، ويطرح لدى العديد من المتابعين تساؤلات كثيرة حول نوع الدولة التي ننتمي إليها، هل نحن دولة محافظة تحترم دينها وهويتها وخصوصيتها؟ أم نحن دولة علمانية لا تقيم وزنا لكل ذلك، وترى مجرد الحديث عن فرض رقابة أخلاقية على ما يبث في قنوات القطب العمومي نكوصا ورجعية وتخلفا؟