بعد فاجعة الفاشر.. بنكيران يوجه نداء إلى الأمة والعلماء بخصوص السودان

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور رشيد بن كيران “تعيش مدينة الفاشر في السودان مأساة إنسانية تفطر القلوب، إذ تفيد التقارير أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة مروعة راح ضحيتها ألفي مدني خلال 48 ساعة فقط، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، في مشهد يختصر انهيار كل القيم الإنسانية والإسلامية”.

وأضاف أستاذ الفقه وأصوله في منشور له على فيسبوك “مشاهد الجثث، والدخان المتصاعد من بيوت الآمنين، والمساجد المهدمة، هي نذير من الله بأن الفتنة إذا سكت عنها أحرقت كل شيء”.

وتابع بن كيران “ما يجري في السودان ليس صراعا عابرا، بل هو انفجار نتيجة تكالب قوى صهيونية، وتغول السلاح، وتفكك الدولة، وسكوت العالم عن الظلم حين لا يخدم مصالحه”، مردفا “لقد تحولت المدن إلى ميادين تصفيةٍ وانتقام، وفقد الشعب السوداني أمنه وغذاءه ودواءه، وتقطعت به السبل في وطن بات يقتات على أخبار المآسي”.

إن من أبسط واجبات الإنسانية اليوم، حسب بن كيران “أن يفتح الطريق للإغاثة، وأن تحمى المستشفيات ودور العبادة، وأن يُؤمَّن المدنيون بلا قيد ولا شرط”، مؤكدا “إنّ دماء الأبرياء في السودان تصرخ في وجوهنا جميعا، وتذكّرنا بقول الله تعالى: ﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة:32]”.

كما أوضح أن “كل من سفك دما حراما أو رضي به أو برره أو سكت عنه، فقد حمل وزرا عظيما”، مبينا أن “الواجب الشرعي اليوم هو:

▪︎ نصرة المظلوم بكل وسيلة مشروعة؛ بالدعم الإنساني، بالدعاء، بالكلمة، وبالضغط على من يملك القرار.

▪︎ إدانة القتل بكل أشكاله، دون مواربة ولا تبرير.

▪︎ الدعوة إلى المصالحة وحقن الدماء، فكل طرف يصر على القتال يحمل وزر الأمة كلها.

▪︎ تحريك الوعي الشعبي والإعلامي لفضح الجرائم ومنع طمسها تحت ركام النسيان”.

ثم وجه بن كيران “نداء إلى الأمة والعلماء

يا علماء الأمة، إن صوتكم أمانة، وإن السكوت في زمن الدماء خيانة.

ويا شعوب الأمة، لا تجعلوا السودان يموت بصمتكم، فإن الأمة جسد واحد، إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

ولا تنسوا أن الدعاء للمظلومين سلاح لا ترده السماء، وأن الوقوف معهم فريضة لا نافلة”.

يذكر أن قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي والممولة من الخارج سيطرت على مدينة الفاشر شمال إقليم دارفور وأهم مواقعه، بعد حصار خانق دام 18 شهرا، مع القصف والتجويع، وانتهى بمجزرة مروعة.