بعد الحادثة المؤلمة لوفاة طفلة ذات 7 سنوات إثر إصابتها بحجر قذف به فيل في حديقة الحيوانات بالرباط، شهدت، أول أمس الأربعاء حديقة الحيوانات والتسلية ببن عكنون في العاصمة الجزائر، حادثة مروعة راح ضحيتها طفل في الثامنة من العمر، التهمت أنثى النمر الأبيض ذراعه وصدره وهو يحاول الدخول إلى القفص، وسط دهشة وذهول الزوار الذين صدموا لهول ما رأوه، وهي الحادثة الثانية من نوعها التي تشهدها الحديقة بعد تلك التي كانت مسرحا لها قبل ثماني سنوات، بعدما سحب فيل طفلة إلى قفصه.
حسب المعلومات التي تحصلت عليها موقع “الخبر” من مصدر مسؤول بالحديقة، فإن الحادثة وقعت على الساعة الثانية إلا الربع، حيث كان ابن بستاني بالحديقة، يلعب بالقرب من قفص يحوي ثلاثة نمور بيضاء تابعة لحديقة الحيوانات بولاية مستغانم، تم استعارتها من قبل إدارة حديقة بن عكنون على أساس أن تسترجعها إدارتها الأصلية بعد فترة.
وقام الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات بتسلق سياج القفص حتى يتسنى له الدخول واللعب مع النمور، في غفلة عن والده وغياب تام لأعوان الأمن، لكن حركة النمر كانت أسرع منه، حين قفز هذا الأخير والتهم ذراع الطفل تاركا إياه معلقا على السياج، وهو ينزف بشدة، مما خلّف حالة ذعر كبيرة وسط الزوار الذين سارعوا لطلب المساعدة من مربي الحيوانات الذين كانوا بعيدين عن المكان.
وحسب ذات المصدر، فإن القفص يحتوي على حوض يفصل بين السياج ومكان تواجد النمور، حيث يتم ملء الحوض من أجل تجنّب قفز النمور خارج القفص، لكن الحوض كان وقتها فارغا، مما سهلّ على النمر القفز والتهام ذراع الطفل، الذي نقل على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي إسعد حسني ببني مسوس.
وذكر مدير المستشفى، شاوش هاشمي في تصريح لـ“الخبر”، أن الضحية خضع لعملية جراحية بعد أن وصل إلى المستشفى في حالة خطيرة، وهو مصاب على مستوى ذراعه وصدره، وقد طوّقت الشرطة مكان وقوع الحادث وفُتح تحقيق حول تفاصيل الحادثة التي أرجعها العديد من الزوار والعمال إلى إهمال الإدارة، خاصة في ظل غياب أعوان الأمن والوقاية ومربي الحيوانات بالقرب من مكان تواجد الحيوانات، مما يشكل خطرا على حياة الزوار.