بعد مرور سنتين على اعتقال علماء ومفكرين بالسعودية.. د. الريسوني يكتب: الاعتقال التعسفي.. كل دقيقة منه جريمة مستقلة
هوية بريس- د.أحمد الريسوني
تمر اليوم سنتان كاملتان على اعتقال عدد من العلماء والمفكرين بمملكة آل سعدود، على رأسهم داعية التعايش والتسامح ومفكر الوسطية والاعتدال: الشيخ سلمان العودة.
والحقيقة أن هؤلاء السادة المعتقلين في شتنبر 2017 إنما هم فوج جديد من المشاهير، أضيف إلى أفواج أخرى سابقة لهم، من المختطفين المغيبين قسريا، بدون تهمة ولا محاكمة، ولا أي تواصل معهم أو خبر عنهم أو أثر لهم..!!
إن الاعتقال التعسفي لأي شخص معناه الاعتداء عليه وتعطيله في مجمل بدنه وحريته، في طعامه وشرابه، وفي سمعه وبصره، وفي نطقه وكلامه، وفي مشيه وحركته وتنفسه، وفي كتاباته وعباداته، وفي تصرفه وتدبيره لماله وممتلكاته، وفي تواصله مع أهله وأبنائه، وأحبائه وأصدقائه..، بل حتى في تواصله مع الأرض والسماء، والشمس والهواء..
الاعتقال التعسفي لأي شخص هو عدوان شامل، يصيبه في كل ما وهبه الله من نعَم ومكارم ووسائل، مادية ومعنوية. فهو عدوان على نعم الله ومكارمه لخلقه.
وهذا العدوان يتحقق ويكتب على فاعله بكل دقيقة من الاعتقال والتغييب والإكراه، فكيف بساعات وأيام منه؟ وكيف بالشهور والسنين؟
وإن القائم بالاعتقال التعسفي لأي شخص من خلق الله، سواء أمر بذلك أو نفذه أو وافق عليه، لهو ظالم ومتعدٍّ في كل دقيقة من ذلك الاحتجاز القهري. فكيف بمن يفعله ويصر عليه لساعات وأيام؟ ولشهور وسنين؟ وكيف بمن يقوم بذلك في حق المئات والآلاف من الناس، فوجاً بعد فوج؟!
وكيف بمن يضيف إلى ذلك ألوانا أخرى -ماديةً ومعنوية- من التعذيب والتعسف والترهيب؟ ما هو مجمل حسابه وحصيلته من الظلم والعدوان والإجرام؟ {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ} [الشعراء: 113]، {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [إبراهيم: 51].
وماذا عن ضحاياهم من السوريين واليمنيين و الليبيين الذين ازهقت اروحهم نتيجة فتاوى بعضهم؟ كما تدين تدان والحساب عند الله.