بعد 28 عاما.. الكيان الصهيوني يرتكب مجزرة جديدة في المسجد الإبراهيمي
هوية بريس – وكالة
يحيي الفلسطينيون، يوم الجمعة (25 فبراير)، الذكرى الـ 28 لمجزرة المسجد الإبراهيمي، بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، على وقع عمليات حفر صهيونية في محيطه وأسفله، في خطوة يرون فيها محاولة للسيطرة على المسجد بشكل كامل.
وتُنفذ عمليات الحفر وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، حيث تُغلق السلطات الموقع عبر خيام كبيرة، وتمنع وسائل الاعلام من الوصول والتصوير.
وراقبت وكالة الأناضول الأنشطة الإسرائيلية في محيط عمليات الحفر، بعد أن منعت قوات الاحتلال، طاقم الوكالة من إدخال معدات التصوير.
وتمكت وكالة “الأناضول” من التقاط بعض الصور عبر كاميرات الهواتف النقالة، حيث تُسمع أعمال الحفريات بشكل واضح.
وتَجري أعمال الحفريات في ثلاثة مواقع في محيط بالمسجد، بينهما مواقع ملاصقة له، حيث تعتزم إسرائيل إقامة مصعد كهربائي لتسهيل دخول كبار السن من اليهود إلى المسجد.
ويقع المسجد الإبراهيمي الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح النبي إبراهيم عليه السلام، تحت السيطرة الإسرائيلية في البلدة القديمة من مدينة الخليل.
وارتكب مستوطن إسرائيلي مجزرة بحق المصلين في صلاة الفجر، في 25 فبراير/شباط 1994 وقُتل فيها 29 فلسطينيا.
وعقب المجزرة، اقتطعت إسرائيل أكثر من نصف المسجد لصالح المستوطنين.
وتركت المجزرة، ندوبا عميقة في ذاكرة الشعب الفلسطيني، وبخاصة لدى أهالي مدينة الخليل، الذين يحرصون على إحياء ذكراها سنويا.
ومما يزيد من ألم السكان، تواصل انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلية بحق المسجد، حيث شرعت، في أغسطس/آب 2021، في أعمال بناء، تشمل إقامة مصعد داخله، رغم الاعتراضات الفلسطينية.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في تصريح سابق أن العمل “يشمل إنشاء طريق وصول من ساحة انتظار السيارات إلى ساحة الحرم، ومصعد يسمح للمصلين من جميع الأديان، بالوصول إلى الموقع”.
ويأتي الشروع بإقامة المصعد، على الرغم من الاعتراضات الفلسطينية خلال الأشهر الماضية.
ويقول الفلسطينيون إن قرار إسرائيل بإنشاء مصعد في المسجد الإبراهيمي، يعد انتهاكا للقرارات الأممية، لأنه يغيّر معالم وهوية المسجد التاريخية، باعتباره موروثا يجب حمايته.
مجزرة مستمرة
يصف مدير المسجد الإبراهيمي، الشيخ غسان الرجبي، الحفريات الإسرائيلية بـ “المجزرة المستمرة”.
وقال في مقابلة مع وكالة الأناضول، إن السلطات الإسرائيلية بدأت بأعمال بناء لصالح المستوطنين، منذ غشت العام الماضي، غير أن تطورا حدث خلال الأسبوع الماضي في تلك العمليات.
وقال: “هناك أعمال تجري ليل نهار، نسمع أصوات الحفريات، تنقل أتربة وحجارة من أسفل المسجد إلى مواقع غير معلومة”.
وأضاف: “عند نقل الأتربة والحجارة تفرض السلطات إجراءات أمنية مشددة، تمنع المواطنين من التنقل، تغلق محيط المسجد، ويمنع التصوير، وينتشر الجنود على أسطح المنازل المجاورة”.
واتهم الرجبي إسرائيل بالعمل على تهويد المسجد، والوصول إلى مشروع استيطاني من شأنه سرقة ما تبقى منه”.
وقال: “ما يجري هو تلويث بصري للمسجد الإبراهيمي الذي يتميز بطراز بناء إسلامي”.
وعبّر المسؤول الفلسطيني عن مخاوفه من سيطرة إسرائيل على المسجد بشكل كامل.
وطالب الجهات الدولية بالتدخل العاجل لحماية المسجد المُدرج منذ يوليو 2017من قبل لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) موقعا تراثيا فلسطينيا.
وعدّ الرجبي أعمال الحفريات، بـ “المجزرة الجديدة بحق المسجد”.
وقال: “نُحيي الذكرى الـ 28 للمجزرة بمجزرة جديدة بحق الحجر والشجر والبشر، وما يجري اليوم امتداد لتلك المجزرة التي وقعت في العام 1994”.
وتابع: “المجزرة في المسجد الإبراهيمي مستمرة حتى يومنا هذا”.
آليات حفر صغيرة ومتوسطة
ويقول وضّاح الجعبري، أحد حراس المسجد الإبراهيمي، لوكالة الأناضول، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تستخدم آليات حفر صغيرة ومتوسطة في أعمال الحفريات.
وأضاف: “يتم إدخال تلك الآليات بعد فتح الخيام، ومن ثم إعادة إغلاقها”.
وقال: “نتوقع أن العمل يجري على حفر نفق بطول 200 متر في محيط المسجد، وآخر أسفله”.
ويسكن الجعبري في محيط المسجد، وينقل عن شهود عيان قولهم إن السلطات الإسرائيلية تنقل حجارة ضخمة من محيط المسجد ليلا.
وكان شاهد عيان، وهو الصحفي عامر الشلودي، قد قال لوكالة الأناضول في وقت سابق، إن “حفريات إسرائيلية تجري على بعد نحو 150 مترا من المسجد الإبراهيمي، وقد وثّقتُ بالصور الاستيلاء على حجارة قديمة ونقلها إلى جهة مجهولة”.
ويظهر في الصور التي استطاع الشلودي التقاطها بتاريخ 16 فبراير تحميل آليات إسرائيلية لحجارة من محيط المسجد الإبراهيمي، ومحيط منازل قريبة منه.
ويُولي الغلاة من اليهود، اهتماما كبيرا بالاستيطان بالخليل، معتقدين أنها يجب أن تكون من ضمن حدود إسرائيل الكبرى.
ويُطلق اليهود على الحرم الإبراهيمي اسم “مغارة المكفيلا” أو المغارة المزدوجة، حيث يقولون إن النبي إبراهيم اشتراها ليدفن فيها زوجته سارة، ولما مات، دُفن فيها هو أيضا.