بعد 3 سنوات واستجواب 245 شخصا.. المحكمة تقول كلمتها بحق مرتكب “مجزرة الرحمة” بسلا
هوية بريس – متابعات
أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط، مساء أول الخميس الماضي، حكما بالسجن المؤبد على منفذ مجزرة الرحمة بسلا، بعد اقتناعها بالأفعال المنسوبة إليه.
وقد تمت ملاحقة المتهم في جريمة ذبح وإحراق ستة أفراد من أسرة واحدة في حي الرحمة بسلا، والتي وقعت قبل ثلاث سنوات.
وكشفت الوثائق المقدمة إلى غرفة الجنايات الابتدائية أن عدد الأشخاص الذين تم استجوابهم في هذه الجريمة غير المسبوقة بلغ 245 شخصا.
ووفق “الصباح” فقد اقتنع قاضي التحقيق في قرار إحالته على الغرفة الجنائية الابتدائية، بوجود أدلة كافية على ارتكاب شقيق رب الأسرة الهالك، جرائم “القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد باستعمال وسائل وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية، وإضرام النار عمدا في مسكن”، وهو ما اقتنعت به الهيأة القضائية.
وجرى الاستماع إلى 245 شخصا، قبل أن تستقر قناعة قاضي التحقيق على أن المهاجر المغربي بإسبانيا وراء تنفيذ الجريمة، بسبب صراع على قطعة أرضية بها منزل بمشرع بلقصيري.
واعتمد قاضي التحقيق في روايته على مكالمات هاتفية عثر عليها أبناء رب الأسرة في “واتساب” ابن عمهم، يتوعد فيها المهاجر المعتقل بسجن تامسنا حاليا، بعد تسليمه من قبل الأمن الإسباني لنظيره المغربي، بتصفية الأسرة، كما أفضت الخبرة التقنية إلى وجود مكالمات أخرى طويلة، انسجمت مع ما وقع بجريمة سادس فبراير 2021 بحي الرحمة.
والمثير أن استقراء إحدى المكالمات، أكد توعد المتهم بقيامه بجريمة قتل وإضرام نار وبدخول مسخرين إلى بيت الأسرة بحي الرحمة، وبأن الضحايا لن يستفيقوا حتى يشعروا بضربات فوق رؤوسهم، وأن “المخزن” لن يفهم أي شيء، ما دفع رئيس الغرفة الثانية للتحقيق إلى بناء قناعته، وفق ما جاء في تطابق مكالمات الجاني المفترض مع ابن شقيقه، مع معاينة الشرطة القضائية والتقنية والعلمية لمسرح الجريمة.
وفي سياق متصل، أعادت الخبرة التقنية تسجيلات في “واتساب”، أكدت وعيد الجاني المفترض لتصفية شقيقه وأفراد أسرته بسبب صراع على أرض بمشرع بلقصيري.
وأكد المتهم أمام الضابطة القضائية والفرقة الوطنية وقاضي التحقيق، أن آخر دخول له للتراب الوطني كان في يناير 2020، وغادره في تاسع مارس من السنة ذاتها نحو إسبانيا، ومنذ ذلك التاريخ لم يعد إلى المغرب، وأضاف أن علاقته بشقيقه الهالك جيدة، ولا صلة له بقتله وأفراد أسرته.
وأوردت ذات اليومية أنه بخصوص المكالمة التي أجراها مع ابن شقيقه، أكد أنها تعود له، لكنه كان في حالة سكر حسب قوله، ولم يكن على وعي بما تفوه به، لأنه عادة حينما يكون مخمورا، يتصل بأغلب أفراد أسرته ويشبعهم سبا وشتما، وأنكر الاتهامات المنسوبة إليه جملة وتفصيلا، مضيفا أنه بتاريخ سادس فبراير 2021، تلقى اتصالا هاتفيا على الساعة السادسة والنصف صباحا لإخباره بارتكاب جريمة قتل في حق شقيقه وأفراد أسرته، وهو موجود بإسبانيا.واعتمدت المحكمة على خبير خمور لتكوين قناعتها، بعدما أكد أن بإمكان المخمور ارتكاب الجريمة، وفقا لما جاء في تحليل المكالمة.