بقطرة دم.. اختبار يكشف “الزهايمر” قبل ظهوره بـ16 عاما
هوية بريس – وكالات
أعلن باحثون أمريكيون تطوير اختبار بسيط للدم، يكتشف علامات تشير إلى احتمال الإصابة بمرض الزهايمر قبل 16 عاما من ظهور أعراضه الفعلية.
الاختبار طوره باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن الأمريكية، بالتعاون مع باحثين من المركز الألماني للأمراض العصبية التنكسية، ونشروا نتائج دراستهم في العدد الأخير من دورية “Nature Medicine” العلمية.
وأوضح الباحثون أن الاختبار الجديد يكشف عن بروتين يطلق عليه اسم “Neurofilament”، الذي يشكل جزءا من الهيكل الداخلي للخلايا العصبية.
وعندما تتلف الخلايا العصبية الدماغية أو تموت، يتسرب هذا البروتين إلى السائل الدماغي النخاعي الذي يغمر الدماغ والحبل الشوكي، ومن هناك يدخل إلى مجرى الدم.
وقد تبين أن العثور على مستويات عالية من البروتين في السائل المخي الشوكي يوفر دليلا قويا على أن بعض خلايا الدماغ قد تضررت، لكن الحصول على السائل الدماغي الشوكي يتطلب إجراءات طبية معقدة، يحجم كثير من الناس عن الخضوع لها.
وقد درس الفريق ما إذا كانت مستويات بروتين Neurofilament في الدم تعكس أيضا تلفا عصبيا، حيث أجروا اختبارات على أكثر من 400 شخص، بينهم 247 شخصا يحملون جينات وراثية لمرض الزهايمر.
وفحص الفريق عينات دم من المشاركين، كما أجروا فحوصا شعاعية للدماغ، بالإضافة إلى اختبارات معرفية وإدراكية.
ووجد الباحثون أن من يحملون صفات جينية وراثية للمرض يكون مستوى البروتين لديهم أعلى من المتوسط، ويرتفع مع مرور الزمن.
كما وجدوا من خلال الفحوصات الشعاعية أن مستويات البروتين ترتفع سريعا، مقارنة بتضاؤل واضمحلال جزء الدماغ الخاص بالذاكرة.
وأشار الباحثون إن تحديد الضرر في الدماغ بسرعة وبتكلفة زهيدة قد يصبح متاحا قريبا، لا في حالة الزهايمر وحسب، بل وفي حالات تنكسية أخرى مثل التصلب المتعدد وإصابات الدماغ أو السكتة الدماغية.
وقال “بريان جوردون”، الأستاذ المساعد في قسم الأشعة بجامعة واشنطن، وأحد المشاركين في الدراسة، إن الاختبار يسهل إدراجه في عيادات الأمراض العصبية.
وأضاف: “تأكدنا من صحة الاختبار ودقته لدى مرضى الزهايمر لأننا نعرف أن أدمغتهم تخضع للكثير من التنكس العصبي، ولكن هذه العلامة ليست خاصة بمرض ألزهايمر فقط، ولكن يمكن أن تكون المستويات المرتفعة علامة على العديد من الأمراض العصبية والإصابات المختلفة”.
ومرض الزهايمر هو أكثر أشكال الخرف شيوعا، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجيا وصولا إلى فقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية والتواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة تعطل الأداء الوظيفي، وفقا للأناضول.