جدد السيد سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، التأكيد على التفاف منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وراء جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ودعمها لكل الخطوات الميمونة التي يتخذها جلالته لصالح القضية الوطنية، وعلى التعبئة الشاملة لمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي من أجل جعل المدرسة المغربية بكل مكوناتها بجهة الداخلة وادي الذهب رافعة للمسار التنموي الموازي للمسار الوحدوي لتحقيق مغرب الازدهار والرخاء الذي يصبو إليه جلالته، مشيدا بالدَّعم الهام الذي يقدمُهُ السيد الوالي والسيدُ رئيس مجلس الجهة والسيد عامل إقليم أوسرد والسادة رؤساء مجالس الجماعات الترابية والأقاليم والسيدات والسادة المنتخبون ومختلف شركاء المنظومة على صعيد هذه الجهة، كما نوه، كذلك، بالمجهودات التي يبذلُها مسؤولو وأطر المنظومة بالجهة من أجل تحقيق أهداف الإصلاح التربوي.
جاء ذلك خلال ترؤس السيد الوزير بمقر ولاية جهة الداخلة وادي الذهب، أشغال اللقاء التنسيقي الجهوي حول تنزيل أحكام القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، بمعية، السيد وزير المنتدب المكلف بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، والسيد والي جهة الداخلة وادي الذهب ورئيس الجهة والسيد عامل صاحب الجلالة على إقليم أوسرد، والذي أبرز فيه الأهمية الرمزية والدلالة القوية التي يختزلهما هذا اللقاء التنسيقي الجهوي مع السلطات المحلية والمنتخبين والشركاء بجهة الداخلة وادي الذهب، بعمقها التاريخي والوطني المتجذر في تاريخنا وذاكرتنا الجماعية ودورها الوطني الكبير في ملحمة الوحدة والتشبث بثوابت ومقدسات البلاد وبمغربية وبوحدة التراب الوطني، معتبرا أن البرامج التنموية وبرامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، المتبلورة بهذه الجهة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وما تزخَرُ به من ثَراءِ مجالي وطبيعي ومؤهِّلاَتٍ بشرية وسياحية وثرواتٍ بحريَة هائلة وموْرُوثٍ ثقافي صحرَاوي وموقع جغرافي فريد، كلها مقومات مكنت اقاليمنا الجنوبية من الإدماج في مسيرةِ التنمية وتحقيقِ نهضة اقتصادية واجتماعية ومن إرساءِ نموذج تنموي جديد على أُسُسٍ قويةٍ ومتِينَة.
وفي كلمة له بالمناسبة، رحب السيد والي جهة الداخلة وادي الذهب بالسيدين الوزيرين والطاقم المرافق له، مشيدا بما تعرفه الساحة التربوية من دينامية تتماشى والتوجيهات الملكية السامية والتي تجسدت بإصدار القانون الإطار للتربية والتكوين والبحث العلمي وتنزيل مقتضياته، مؤكدا على ضرورة التعبئة والالتفاف حول المدرسة المغربية للارتقاء بها.
من جهته، عبر السيد رئيس جهة الداخلة وادي الذهب في كلمته عن أهمية ورش اصلاح منظومة التربية والتكوين والمكانة التي يحظى بها من لدن المجلس. وأبرز مختلف المشاريع التي انخرطت فيها الجهة والشراكات المتنوعة، والدعم المتميز الذي يقدمه مجلس الجهة لمنظومة التربية والتكوين، إن على مستوى التعليم المدرسي أو التعليم العالي والبحث العلمي. وفي هذا الصدد دعا جميع الفاعلين الى مواصلة العمل سويا وبذل المزيد من الجهود لتنزيل القانون الإطار حتى يبلغ مراميه وأهدافه تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. كما أبرز السيد رئيس الجهة أهم البرامج والمشاريع التي انخرط فيها المجلس من أجل الارتقاء بجودة التعليم الجهة من خلال مختلف الشراكات المبرمة مع مختلف مؤسسات التربية والتكوين بالجهة من الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ومؤسسات التكوين المهني.
وفي كلمتهما جدد كل من رئيس المجلس الاقليمي لوادي الذهب ورئيس المجلس الاقليمي لأوسرد عن ترحيبهما بالسيدين الوزيرين وبالطاقم المرافق لهما، مؤكدين على ما يحظى به قطاع التربية والتكوين من أولوية واهتمام منوهين بالمجهودات المبذولة للارتقاء بهذا القطاع تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية داعين إلى المزيد من الانخراط والتعبئة من طرف جميع المتدخلين والشركاء.
وفي مداخلته، نوه السيد إدريس أوعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي بالعمل الذي تقوم به جامعة ابن زهر بهذه الجهة التي وصفها بالعزيزة، بفعل موقعها وصدق عمل رجالها ونسائها، وبفضل نبوغهم في مختلف المجالات. وهي الجهة التي تعتبر، كما جاء على لسان السيد الوزير المنتدب، من الجهات التي تعرف اليوم قفزة نوعية تؤكد سبقها وتعزز موقعها، ليس على الصعيد الوطني وحده، ولكن على الصعيد الإفريقي والدولي كذلك. حيث كانت هذه الجهة، كما أشار إلى ذلك السيد الوزير المنتدب، سباقة للانخراط في دينامية الشراكة من أجل المضي في تجسيد التوجيهات الملكية السامية، وذلك من خلال إقدامها على توقيع اتفاقية مع جامعة ابن زهر لبناء المؤسسة الجامعية الثانية، المدرسة العليا للتكنولوجيا التي انتهت أشغالها والتي سوف تعزز العرض الأكاديمي بالجهة وتكمله بشكل يتماشى مع عدد الحاصلين على الباكالوريا ومع القطاعات الحيوية في الجهة. حيث أضاف السيد الوزير المنتدب بأن الإقلاع الشمولي الذي تعرفه الجهة، على صعيد بنياتها التحتية وتنويع مجالاتها الحيوية، يدعو إلى تعزيز دور الجامعة كفاعل في إعداد الكفاءات البشرية التي سوف تنخرط في هذا الإقلاع. كما أشاد السيد الوزير المنتدب بانخراط الشركاء المحليين والجهويين مثمنا الاتفاقيات المبرمة في هذا الإطار، ولاسيما الاتفاقيات بين جامعة ابن زهر وكل من المجلس الجهوي، وولاية جهة الداخلة وادي الذهب والمجلس الإقليمي لوادي الذهب، والمركز الجهوي للاستثمار بجهة الداخلة وادي الذهب، والداخلة مبادرة.
من جانبه، قدم السيد عبد العزيز بنضو رئيس جامعة ابن زهر عرضا مفصلا عن المشاريع التي تم إنجازها والتي تمت برمجتها في إطار برنامج تنزيل القانون الإطار 51.17 بغية الرقي بجامعة ابن زهر وتأهيلها لرفع التحديات المرسومة من خلال تعزيز وتنويع العرض التربوي والرفع من الطاقة الاستيعابية للمؤسسات التابعة لجامعة ابن زهر بجهة الداخلة واد الذهب، وإحداث مؤسسات جامعية جديدة تستجيب لانتظارات أبناء هذه الجهة العزيزة على غرار المدرسة العليا للتكنولوجيا بالداخلة التي ستعزز فرص التكوين بالمنطقة من قبيل الإجازات المهنية والباكلوريوس لتقوم بالدور المنوط بها إلى جانب المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير.
وقدمت السيدة الجيدة اللبيك، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة وادي الذهب عرضا تناولت فيه منهجية وآليات تنزيل مقتضيات القانون الإطار 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ومراحل إعداد وتنزيل البرنامج الجهوي للأكاديمية لتفعيله من خلال المشاريع الاستراتيجية 18، مستعرضة أهم مؤشرات تتبع هذه المشاريع الجهوية والعمليات الكبرى المبرمجة لتحقيق مدرسة تكافؤ الفرص والارتقاء بالفرد والمجتمع، ومبرزة، كذلك، متطلبات التنزيل الأمثل لهذه المشاريع جهويا، والتي تقتضي تضافر جهود جميع الفاعلين والمتدخلين والشركاء، معربة عن شكرها وتقديرها لكل ما يقدم لقطاع التربية بالجهة من دعم وانخراط، باعتبار التربية والتكوين مسؤولية مشتركة لتنمية شاملة .
وتناول السيد الهداد سيدي عالي، المندوب الجهوي للتكوين المهني بجهة الداخلة وادي الذهب، في عرضه بالمناسبة منطلقات مخطط عمل ومشاريع الوزارة في ميدان التكوين المهني وعلى رأسها التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي يولي فائق عنايته لمنظومة التكوين المهني باعتبارها مسارا قائم الذات، ثم استعرض المؤشرات الدالة التي يتميز بها العرض التكويني بالجهة والذي يطبعه التنوع وتعدد الفاعلين والهيئات المكونة ، كما تقاسم مع المشاركين برنامج العمل لسنة 2021 وكذا حصيلة إنجاز المشاريع الاستراتيجية لتنزيل القانون الإطار 17-51، ويتعلق الأمر ب 13 مشروعا تهم ثلاث مجالات 1) الإنصاف وتكافئ الفرص 2) الارتقاء بجودة التربية والتكوين 3) الحكامة والتعبئة، وهي المشاريع التي يجري تنفيذها في سياق تنزيل محاور خارطة الطريق لتطوير التكوين المهني، التي تم تقديمها بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والتي تتوخى تأهيل العرض التكويني وملاءمته مع متطلبات سوق الشغل المتغيرة باستمرار وتعزيز جودته وتوسيع الطاقة الاستيعابية وتنويع أنماط التكوين وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتلبية الطلب الاجتماعي والاقتصادي المتزايد على التكوين المهني.
وعرف هذا اللقاء حفل توقيع ثلاث اتفاقيات خاصة بين جامعة ابن زهر بأكادير وشركائها، تتعلق الأولى بملحق اتفاقية حول تمكيين الاقتصادي للنساء، والثانية تخص اتفاقية من أجل اقتناء حافلة للنقل الجامعي. فيما وقعت الثالثة بين جامعة ابن زهر- أكادير، وبورصة الدار البيضاء، وذلك تفعيلا لمضامين الاتفاق الإطار الذي تم التوقيع عليه بتاريخ 13 نونبر 2020 .وفي كلمة بهذه المناسبة، عبر السيد رئيس مجلس إدارة بورصة الدار البيضاء على أهمية هذه الاتفاقية التي تروم ، على الخصوص، التكوين في الثقافة المالية عن طريق مد الطلبة بموارد بيداغوجية رقمية وتنظيم تكوينات إشهادية في مجال المالية، تم تطويرها من طرف المعهد البريطاني للأوراق المالية والاستثمار « The Chartered Institute For Securities and Investment »، إضافة إلى الترويج لسوق الأوراق المالية من خلال إنشاء “غرف تداول” داخل المؤسسات الجامعية وتنظيم “قافلة مدرسة البورصة” ومسابقة التدبير الافتراضي للحوافظ « Stock Market Awards ».
كما تم، بنفس المناسبة، توقيع أربع اتفاقيات بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة وادي الذهب وشركائها، حيث تم توقيع الاتفاقية الأولى مع المجلس الإقليمي لوادي الذهب من أجل تأهيل ملاعب رياضية ببعض المؤسسات التعليمية، أما الاتفاقية الثانية التي تم إبرامها مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان جهة الداخلة وادي الذهب، فإنها تروم الإسهام المشترك بين الطرفين في نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها داخل المؤسسات التعليمية التابعة للجهة. وتهدف الاتفاقية الثالثة الموقعة مع اللجنة الجهوية للتنمية البشرية إلى إنجاز مشروع ” اقتناء المناهج التربوية لفائدة أطفال التعليم الأولي ” في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما تم توقيع اتفاقية رابعة مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالداخلة ومؤسسة بوكلاند للنشر والتوزيع من أجل “تكوين أساتذة اللغة الإنجليزية”.
حضر هذا اللقاء السادة الكتاب العامون لقطاعات التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، والسيدة مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة وادي الذهب، والسيد رئيس جامعة ابن زهر، وممثلين عن جامعة ابن زهر، والمندوب الجهوي لقطاع التكوين المهني والمدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، والسيدان المديران الإقليميان، وعدد من المنتخبين، وكذا ممثلين عن الإدارة المركزية وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ.