بلكبير يقرأ دلالات الخطاب الملكي لعيد العرش
هوية بريس-متابعات
قال المفكر والمحلل السياسي المغربي، الدكتور عبد الصمد بلكبير، أن “أهم ما ميز عيد المجيد للعرش لهذا العام، خطابان: لساني وإشاري، ويدان: ممدودة ومسدولة”. موضحا أن “الممدودة، للشقيقة الجزائر، وضمنيا لضحاياها، من مواطنينا المغرر بهم، عندهم”.
وزاد الجامعي ومدير مجلة الملتقى، في تصريح صحفي توصلت به هوية بريس، أن “جديد الأمر، لا مغالبة، اذن لا منتصر ولا منهزم، وفتح جميع الملفات العالقة، واشتراط العودة الى اطار الاتحاد المغاربي، بالتالي، تطبيع العلاقات الدبلوماسية، وجواراتها”.
وفي سياق متصل، لفت بلكبير إلى أن “ما يروج حول السرعة الثالثة لتنمية الجهات، أي ما تمت تسميته بالجهوية التنافسية مقدمة وعربونا على مصدوقية وجدية الحكم الذاتي الذي يفترض فيه أمريكيا، ضمنيا جزائريا وصحراويا، أن يكون مجزيا لهم؟ واللهم لطفك؟”.
وبخصوص دلالة “اليد المسدولة”، أوضح المتحدث ذاته أنها “مؤشر دلالي على تغيير تدريجي في بروتوكول التهنئة وجواراتها”. موردا “لقد ترك الملك، للمهنئين، مسؤولية تصرفهم، وأضحى السلوك مسألة شخصية، لا سياسية، الأمر الذي يمهد، لحل، عقدتين: عودة (ثوار) الصحراء، والتحاق (العدل والاحسان) بمسيرة الانتقال الديمقراطي، والملفات الثلاث، تعني الوافد الأمريكي، على المنطقة، اذ لا يتصور دخول الاستثمار الامريكي، وهذه الملفات (الامنية) عالقة؟”.
وخلص الدكتور بلكبير “أمريكا لا ترغب في ربح المغرب، وخسارة الجزائر، والمغرب له نفس الهم والاهتمام”. مشيرا إلى أن “كل القرائن، تشير الى أن استراتيجية المجمع الصناعي المدني الأمريكي (الترامبية) يوالي الانتصارات على غريمه الذي تمثله (السيئة)”.
يذكر أن جلالة الملك محمد السادس، قد جدد في خطابه السامي بمناسبة عيد العرش، التأكيد على أن مغربية الصحراء هي حقيقة راسخة لا نقاش فيها، تشكل منطلق المغرب في علاقاته الثنائية والشراكات الدولية. وأبرز جلالته أن الدينامية التي يعرفها ملف الصحراء على الصعيد الدولي، سواء من حيث دعم مقترح الحكم الذاتي أو افتتاح القنصليات في الأقاليم الجنوبية، تعكس صواب الموقف المغربي ومصداقيته المتزايدة. ودعا الملك إلى مواصلة التعبئة الوطنية والدبلوماسية للدفاع عن الوحدة الترابية بكل مسؤولية وصرامة.
وفي الشق التنموي، نبّه الخطاب الملكي إلى الاختلالات المجالية والاجتماعية التي تؤدي إلى ما وصفه بـ”المغرب بسرعتين”، حيث تتقدم بعض الجهات في مسار التنمية، فيما لا تزال جهات أخرى تعاني من ضعف البنيات وفرص الاستثمار. ووجه جلالة الملك دعوة صريحة إلى ضرورة إرساء عدالة مجالية تُنصف المناطق الأقل حظاً، وتضمن استفادة كافة المواطنين من ثمار النمو، مؤكداً أن مغرب المستقبل يجب أن يكون مغرب الإنصاف والتوازن بين جميع فئاته وجهاته.
