بمناسبة انطلاق منصة محمد السادس للحديث.. الوزير التوفيق: المرجع في معرفة الإسلام هما القرآن والحديث
هوية بريس-متابعة
قال وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، بمناسبة اطلاق منصة محمد السادس للحديث، اليوم الاثنين 9 ماي الجاري، “حدث إطلاق “منصة محمد السادس للحديث الشريف”، حدث يتصل بالدين وبالعلم وبالتبليغ، ومن ثمة فهو يتعلق على الخصوص بالطلب الواسع من لدن الجمهور من أجل التعلم والتبيُّن وإدراك اليقين المطلوب في أمور التدين، ويقتضي هذا التقديم استيعاب كل معاني هذا الحدث وذلك بوضعه في سياقه العام والخاص”.
واضاف التوفيق في مداخلة له بمناسبة حفل اطلاق المنصة “السياق العام، ويقتضي تذكيرا وجيزا بأهمية الحديث الشريف.المرجع في معرفة الإسلام أصلان أو مصدران، هما القرآن والحديث، فالقرآن هو الكتاب المنزل، والحديث هو أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله والأمور التي أقرها أو تركها في حياته أثناء أداء رسالته.فالقرآن هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قال الله تعالى: ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”.أما الحديث فقد سمع الصحابة، رضوان الله عليهم، سمعوا رسول الله يقول أقوالا ورأوه يفعل أفعالا ويقر أمورا، وكان لهم الاهتمام الشديد بكل ما يقوله ويفعله، محبة فيه وإعجابا به وحرصا على تسديد دينهم وإكماله باتباعه واتخاذه أسوة لهم كما وجههم القرآن إلى ذلك، ولولا هذا الاعتبار لصعب أن تُحفظ أقوال شخص بعد وفاته ولو بجيل واحد”.
وتابع الوزير “حمد المسلمون لهؤلاء الأئمة الرواد عملهم واستفادوا منه في حياتهم باختلاف أبوابه، سواء تعلق الأمر بالعبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو بالأمور الأخرى التي تناولها الحديث، ولكن الذي حض عليه ورع أهل التقوى هو الرجوع في هذا العلم إلى أهله الذين يفتون به في ضوء القرآن ومقابلة الحديث بالحديث وغير هذين من المعايير، غير أن هذا الورع لم يكن حاضرا في كل الأحوال، إذ استعمل الحديث غير العلماء بل واستعمله أهل الفرق والأهواء لأغراضهم”.
واسترسل التوفيق “ومن اعتراف المسلمين باجتهاد الرواد المدونين احتفاؤهم عبر العصور بالكتب العشرة المعتمدة عند أهل السنة وعلى رأسها صحيحا الشيخين البخاري ومسلم. لكن هذا التراث الصارم لم يحسم أمر الحديث في حياة المسلمين، إذ ظلوا، ما لم يحتكموا إلى علماء هذا الفن، عرضة للتدليس الذي مرده إلى الأهواء تارة، وإلى قلة الفقه تارة أخرى، وضعف الاحتياط عند عدد منهم لأسباب الخوف أو الميول التي لا تقدر العواقب”.
وأكد المتحدث ذاته “أما المغاربة فقد كانوا من أشد الناس حرصا على العناية بالحديث، وتجلى اهتمامهم في جوانب كثيرة منها الرحلة للتلقي ووضع المصنفات والشروح والاختصاص ببعض الأسانيد والاحتفال الرسمي والشعبي بختم البخاري ووضع كتب تجمع بين الصحيحين ووضع مختصرات وترتيب قراءات لتوعية الناس بمكانة الحديث كقراءة كتاب الشفاء للقاضي عياض. وكانت هذه العناية حاضرة لاسيما في عهد الدولة العلوية. وقد كانت الدروس الحديثية في حضرة السلطان سيدي محمد بن يوسف بمثابة تمهيد الدروس الحسنية”.