بناء الأمة يبدأ من بناء الأسرة
هوية بريس – تسنيم راجح
“بناء الأمة يبدأ من بناء الأسرة”، و”الأسرة مركزية فوق وقبل أي مؤسسة أخرى في المجتمع المسلم”..
الجميع يوافق على الكلام أعلاه، اكتبه حيث شئت وستحصد مئات أو آلاف التفاعلات والمشاركات..
لكن تعال إلى كيفية تطبيق هذا الكلام على أرض الواقع وفي البيوت والتعاملات والتربية والزواج والطلاق.. ستجد الصدامات..
فكثيرون ممن يوافقون الكلام السابق لا يريدون الإقرار بأنه يعني أن بجعلَ الزوج والزوجة بيتهما أولوية فعلاً.. أولوية قبل إمساك الهاتف وقبل التسوّق الزائد وقبل العمل غير الضروري وقبل المسلسل والفيلم والنظافة المبالغ بها..
لا يريدون الإقرار بأنه يعني أن يعتذر الزوج إن أخطأ، أن يتعلّم كيف يربي، وأن يكون الرجل والأب والزوج الذي يريد أن يكونه أبناؤه..
أن تهتم الزوجة بأسلوبها مع أولادها وزوجها كما يهتم موظف اليوم بأسلوبه مع مديره وزملائه..
أن يكون بناء الإنسان أولى من الطموح الدنيوي والكارير والرفعة والمنصب..
أن يخالف الأب والأم المجتمع بأمورٍ معتادةٍ كثيرةٍ يعلمون خطأها ويتحمّلا في سبيل ذلك ضغوطاتٍ أو تعباً أو أذىً (أول الأمر)..
أن يخصص الزوجان لبعضهما وقتاً كل أسبوعٍِ أو اثنين لنشاطٍ مسلٍّ أو حديثٍ خفيفٍ أو غير ذلك من قضاء الوقت معاً..
أن يعتني الوالدان (باعتدال وليس طوال الوقت) بأبنائهما وصلاتهم وأخلاقهم وتنظيم جدولهم وأهم ما يجب وما لا يجب التركيز عليه عندهم..
وأن علينا العمل فعلاً وإعطاء الجهد والوقت لبيوتنا وأسرنا لتكون الملاذ والحصن الآمن للأفراد ومنطلقهم ومستقرهم في الدنيا، مدركين خلال ذلك أهمية هذا العمل وقيمته وأثره..
فمركزية الأسرة كعنوانٍ عريضٍ لا يكفي ما لم يتحول إلى ممارسات حقيقية.. وهناك هو العمل والتغيير..