بنسليمان: أساتذة يعلنون خشيتهم على أنفسهم وتلامذتهم من الإصابة بفيروس “كورونا” وحقوقيون يدخلون على الخط
هوية بريس – هشام الهواري
أصدر المكتب التنفيذي للمنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان بيانا – حصلنا على نسخة منه- أعلن فيه عن التوصل بعريضة استنكارية من أساتذة للتعليم الابتدائي بمدينة بنسليمان، يعبرون فيها عن خشيتهم على أنفسهم وعلى تلامذتهم من احتمال الإصابة بعدوى الجائحة بسبب ظروف عمل وصفت بغير الآمنة، مما جعلهم يستنجدون بالجمعيات الحقوقية لطلب التدخل وتصحيح ما انفردت به بعض المدارس ببنسليمان في تدبير الارتفاق. وهو ما جعل الجمعية الحقوقية تطالب فيه وزارة التربية الوطنية بالجدية والعقلنة في مواجهة تفشي وباء كورونا والاستعداد لما هو مرتقب من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد ، وفيما يلي نص البيان :
توصل المنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان بعريضة استنكارية من أستاذات وأساتذة بمدراس ابتدائية تابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببنسليمان هذا نصها :
” نحن الموقعون أسفله أستاذات وأساتذة بالابتدائي بمدينة بنسليمان ندين ونستنكر العمل بصيغة استعمال الزمن الذي تفرضه علينا المديرية الإقليمية لبنسليمان دون غيرنا بجل المدارس بمديريات مختلف المدن والجهات بالمملكة، حيث أن هذه الصيغة ترفع من نسبة الأساتذة والتلاميذ الحاضرين بالمؤسسة من نسبة 50% الى 75 %، كما تزيد من عدد مرات ترددهم على المؤسسة بنسبة 25 %، وهذا ما يصعب معه تحقيق مبدأ التباعد ويرفع نسبة الاختلاط والتقارب بين المئات من التلاميذ، علما أن هناك صيغ لاستعمالات الزمن أكثر أمانا وبنفس عدد ساعات العمل. لهذا فإننا نعبر عن خشيتنا على أنفسنا وعلى تلامذتنا من احتمال الإصابة بعدوى الجائحة ، ونطالب بتدخل الجهات المعنية لتمكيننا من العمل بصيغة استعمال زمن آمنة أسوة بباقي مدارس المملكة المغربية. ”
المنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان وبعد تحريه عن الموضوع، اتضح له أن الأمر يتعلق بحسابات ضيقة وشد وجذب بين الأطر التربوية والإدارية مما حال معه التقيد الأمثل بالمبادئ الوقائية المطمئنة للحماية من تفشي الجائحة، وكذا تجنب المحتمل من السيناريوهات الكارثية للبؤر التعليمية ، وهو ما خصص له المكتب التنفيذي للمنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان اجتماعا عن بعد مساء يوم الثلاثاء 20/10/2020 ، تدارس خلاله أعضاء المكتب دلالات المؤشرات المستقاة من عريضة أساتذة بنسليمان مع استحضار طبيعة مرتفقي المدارس الابتدائية والتحديات التي تنتظر هذه المؤسسات خلال موسم الشتاء في ظل تعالي نذر موجات أكثر ضراوة لتفشي الوباء التاجي. وبعد نقاش مستفيض، خلص الاجتماع الى ما يلي :
-تقديمنا أحر التعازي لعائلات ضحايا جائحة كورونا بالمغرب ودعواتنا بالشفاء العاجل لجميع المصابين .
-تفهمنا لتخوفات أساتذة بنسليمان على حياتهم وحياة تلامذتهم وتساؤلنا حول الأسباب التي جعلت مديرية وزارة التربية الوطنية ببنسليمان تفرض استعمال زمن تجنبته جل المديريات بمختلف المناطق بالمغرب .
-اعتبارنا تراخي المسؤولين في اتخاذهم التدابير اللازمة لمواجهة تفشي الوباء هو تشكيك في حقيقة خطورة الوضعية ومعاكسة للجهود الرامية الى إنقاذ الأرواح .
-تحذيرنا من التقارب والاختلاط المحتمل بساحات الاستراحة بالمدارس الابتدائية باعتباره أخطر بكثير مما قد تعرفه التجمعات بالأسواق وغيرها ، إذا ما استحضرنا سن الأطفال وعدم الزاميتهم بحمل الكمامات الواقية .
-تذكيرنا وزارة التربية الوطنية بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها خلال موسم الشتاء، بضرورة توفيرها الفضاء والزمن الآمنين لاستقبال الوافدين من جميع البيوت والأحياء السكنية بالمغرب .
-مطالبتنا وزارة الداخلية الى تفعيل صلاحيات الولاة والعمال بمختلف جهات وأقاليم المملكة من أجل التدخل لفرض مزيد من الحيطة و الحذر بالمدارس، خاصة تلك التي تسلل إليها التراخي في مواجهة الجائحة .
إننا بالمنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان ونحن نودع الأهل والأحباء ممن خطفهم فيروس كورونا بالمغرب وخارجه، نعبر عن أسفنا الشديد لما بلغنا عن تدبير الارتفاق ببعض مدارس بنسليمان، ونصرح بأننا لا نحتاج الى مزيد من الأدلة لإثبات خطورة الفيروس التاجي كوفيد 19 على صحة وسلامة الأمم.