بنشباط بالدليل القاطع مجرم حرب.. وهو شريككم في التطبيع.. فهل تبقون شركاءه في جرائم حربه؟!
هوية بريس- د. أحمد ويحمان
هي كلمات إلى المطبعين .. كل المطبعين .. إلى المطبعين بسوء تقدير بسبب غيبوبة و غياب عقولهم .. والمطبعين الببغاويين الذين يرددون ما يقال لهم لغبائهم وانعدام ملكة التمييز لديهم .. والمطبعين “رغم أنوفهم” .. والمطبعين ” العطاشة” عند الأجندة الصهيونية الذين لا يهمهم الشرف ولا الكرامة ولا الوطن ولا الوطنية ولا أي شيء آخر .. غير جيوبهم ..
هي كلمات إلى كل هؤلاء الذين، رغم صيغة التكثير في كلمة ” كل”، لا يمثلون، في الواقع، على مستوى العدد والنسبة في البلد إلا قلة قليلة لا قيمة لها في ميزان التمثيل الشعبي . لكن القلة القليلة من هذا البعض القليل، وهنا المشكلة، هم المتحكمون في مفاصل الدولة، وإليهم يرجع صنع وفرض القرار، ومنها القرارات المصيرية، ضد إرادة الشعب . والأدهى والأمر هو أن الواقع يجعلنا إزاء حقيقة مريرة أخرى هي أن هذه القلة المفترض أنها تصنع القرار، لا تصنع أي شيء، وإنما هي، في الواقع، مجرد أداة يتم بها صنع القرار .
وهنا كل المعضلة في الحقيقة .
ومع أننا في هذا الحد بالضبط نصل لصرخة المأسوف عليه محمود درويش :
*” … وماذا تنفع الكلمات ” ؟ !*، فإننا نصر على قولها لنسجلها للتاريخ .. حتى لو صارت ” صيحة في واد ” كما يقال .
هي كلمات تحمل رسالة سبق وأن بعثناها، من منطلق مبدئي قبل المعركة الأخيرة بفلسطين، وجاءت هذه المعركة لتؤكد صحتها ووجاهتها وحقيقة المخاطر التي نبهت لها، فضلا عن البعد الفضائحي فيها لذاتها ومستتبعاتها .
كلمات هذا اليوم تتوجه، في البداية، لمن سقطوا في مستنقع التطببع مع العدو الصهيوني بسبب سوء التقدير لنذكرهم بضرورة الاستيقاظ من الغيبوبة التي ألغت عقولهم، لاسيما بعد سقوط كل ” الرهانات” و الأوهام التي ما أقنعت أحدا، وبعد انقشاع غبار التضليل على حقيقة وجوهر الطبيعة الإرهابية للكيان الصهيوني وطبيعة الغدر في جيناته وجينات قادته .
لقد بلغ العته بكم أن صدقتم ان اعتراف أمريكا والكيان الصهيوني هو الحل السحري لمشكلة وحدتنا الترابية .. ومع أن هذا خبل وفضبحة في ذاتها، بإلغاء كل تضحيات الشعب والجيش المغربيين، فإن استبعاد قاعدة ثابتة في عالم الديبلوماسية والعلاقات الدولية بشأن ” الالتزام ” الأمريكي بالتعهدات والاتفاقيات والتحالفات *( المكسيك بالأمريكان عريان )* ، وكذا عدم استحضار الثابت في تاريخ الحركة والكيان الصهيونيين؛ *الغدر* .. كل ذلك الإغفال واستقالة العقل أسقطكم في وحل التطبيع العفن .. فقد سقط ترامب وصهره كوشنير إلى مزبلة التاريخ ..وجاء بايدن وخاطبكم كالاطفال الصغار : ” باح” ! أما نتانياهو، فلم يمر أسبوع على توقيعكم التطبيع معه حتى خرج خرجته التي طعنكم في ظهوركم عندما تعمد إذلالكم بخطاب الخريطة التي بتر منها الصحراء المغربية؛ هذه ال ” ورقة التوت” التي حاولتم بها، عبثا، ستر عورتكم وتغطية جريرتكم في مواجهة الشعب .. ومع كل ذلك استمررتم في التعلق به والرهان عليه .. فهاهو نتانياهو – كما كنا نقول لكم – خاسئا وخائبا وخاسرا للانتخابات وللحرب وعلى مسافة أقصر فأقصر للانتهاء إلى زنزانة انتظرته لسنوات !!
ثم جاءت معركة ال 11 يوما من القصف والعدوان والغارات على المدنيين الفلسطينيين بعد عدة أيام من الاعتداءات و القمع ضد المتعبدات والمتعبدين بالمسجد الأقصى ثم تعميم هذا القمع على كل التراب الفلسطيني .. ويشاء العلي القدير ألا يكون من يجلس بغرفة العمليات يأمر بقتل الأطفال والنساء بغزة، إلى جانب رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتانياهو ورئيس أركان جيش حربه أفيف كوخافي .. يشاء الله، لحكمة لا يعلمها إلا هو، ألا يكون ثالث مجرمي الحرب بغرفة العمليات أحدا آخر غير مائير بنشباط .. بنشباط الذي وقع معكم شخصيا، عن الجانب الصهيوني، اتفاق الخزي والعار ! بنشباط الذي قدمتموه للشعب المغربي على أنه حمامة السلام و تباهيتم بأنه ” مغربي” …الخ
في سياق الغدر دائما، هل تذكرون انه في الوقت الذي كان بنشباط يردد : ” الله يبارك في عمر شيدي ! ” ويرجع صدى شطحاته مقالات ل ” عطاشة” الأجندة تنظر لولاء القائد الصهيوني للعرش المغربي والجالس عليه .. في ذلك الوقت تنجز القناة 12 الصهيونية فيلما وثائقيا حول ملك المغرب ” شيدي محمد الشادش ” بتعبير بنشباط لم تترك كبيرة ولا صغيرة إلا وألصقتها به ؟!
على كل حال هاهو بنشباط يتبين بالأدلة القاطعة – كما كنا نحذركم – أنه من كبار الإرهابيين و مجرم حرب .. وهاهي حتى نيويورك تايمز الأمريكية، بعد كل المنظمات الحقوقية، تنشر تحقيقا مصورا عن أزيد من ستين طفلا سهر شريككم في اتفاق الخزي والعار بنشباط على تمزيق أشلائهم في السماء مع اشلاء امهاتهم من المدنيين غير الآمنين ..
هذا هو شريككم في كل الترهات عن الازدهار و السلام و التعايش والتسامح المفترى عليه… بنشباط هو الي وقع الاتفاق معكم، وهو لذلك شريككم، وبالتالي، عمليا، فأنتم، بالمقابل شركاءه في الإجرام بتزكية جرائمه وتبييض وجهه البشع كقاتل أطفال !
هذه هي الحقيقة الواقعة أمام المغاربة وكل الناس اليوم .. فماذا أنتم فاعلون ؟! هل تراجعون أنفسكم ؟ أم إنكم كما قال الناطق باسمكم المدعو بوريطة، ستذهبون في التحالف مع نظام الفصل العنصري في كيان الاحتلال ” إلى أبعد الحدود “؟! هل ستمضون في نفس الخط الذي رسمه لكم الصهاينة وانخرطتم فيه ” إلى أبعد الحدود” حتى أن رئيس مكتب الاتصال الصهيوني لم يراع اي حساب وتوقح على رئيس الحكومة وانبرى للتذكير بما يعتبره كيان الإجرام الصهيوني بنود دفتر التحملات التي يجب، وفق الصفقة معه، الالتزام بها . والتفسير الصهيوني، كما هو معلوم، لما يسمى التفاهمات والتعاون الأمني بين ” البلدين” هو – بطبيعة الحال – التعاون في رصد و التصدي لكل ما هو إرهاب في لغة و قاموس الكيان الصهيوني؛ أي المقاومة .. صحيح أن الأمر سهل على الكيان كلما تعلق الأمر بحزب الله في لبنان والعراق وأنصار الله في اليمن … لأن هامش عزفه على الوتر الطائفي أوسع .. لكن هذا الهامش أضيق في الساحة الفلسطينية وفصائلها لأنها كلها سنية .. ومع ذلك فإنه يصر على “حقه” في ممارسة الوصاية وإخضاعكم لأجندته وحملكم على اعتبار المقاومة إرهابا والمقاومين إرهابيين، حماس الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، شهداء الأقصى، المرابطات والمرابطين، المتظاهرات و المتظاهرين في اللد في خان يونس بغزة بنابلس بشفا عمرو بالجبيل اوبالنقب، الخطيب عكرمة صبري او محمد الحسيني. أو الشيخ رائد صلاح … أو المطران عطاالله حنا أو القسيسين بمختلف الكنائس ..هؤلاء كلهم إرهابيون ! وعليكم جميعا، وفق الفهم الصهيوني الذي قبلتم التوقيع معه، أن تعتبروهم إرهابيين .. *وإلا* ..
هل ستبقون، مثل اليمامة الغبية تلقون، من أعلى النخلة، بفراخكم للثعلب الصهيوني الماكر خوفا من *وإلا* وتهديداته بأن يصعد النخلة وياكلكم انتم وصحراؤكم ؟ هل يمكن أن تفكروا، للحظة، بأن الثعلب لا يمكن له أن يصعد النخلة، وبالتالي فلا خوف منه لأنه أعجز بسفالته وسفليته أن يرقى إلى الأعالي لينفذ تهديداته ؟
هذه هي الرسالة للمغيبة عقولهم فأساؤا التقدير .
أما الرسالة إلى المطبعين “رغم انوفهم” فنقول لهم :
يا هؤولاء .. لقد خانتكم شجاعتكم وضعف إيمانكم حتى سقطتم في أدران وأوساخ التطبيع .. لأنكم كنتم أجبن من ان تعتذروا عن عمل لم تقتنعوا به . . فها هم مجاهدو غزة العزة ومرابطات ومرابطو الأقصى المبارك يعطونكم فرصة ذهبية لتغادروا دائرة الذل والخضوع والخنوع التي وضعتم انفسكم فيها . ولا تعتقدوا أن غير قرار شجاع في مستوى قرار خنوع أغرقكم في العار، يمكن أن يعالج أمركم .
نعم الكلام هنا هو إلى رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وهو صديق سابق .. فيا سعد لقد أخطأت بتوقيعك مع الإرهابي خطيئة هي، في مجال الوطنية بنفس مستوى الشرك بالله في مضمار الشرع . إنها كبيرة الكبائر التي لا يقبل، الوطن، أن يتم اقترافها، ويتجاوز ما دون ذلك لمن يشاء ..
صحيح أن البرلماني ذ.محمد الحمداوي طلب، باسم فريق حزبكم بمجلس النواب، أن يتم إغلاق مكتب الاتصال .. وصحيح أيضاً أن ذ.نبيل شيخي، باسم فريقك بمجلس المستشارين تقدم بنفس الطلب لكن مبدأ في القانون – وأنت رئيس للسلطة التنظيمية بصفتك رئيسا للحكومة – يقول ب” توازي سلط القرار من الناحية الشكلية ” .. درسنا هذا المبدأ في مادة القانون الإداري باللغة الفرنسية، ونحن طلبة مع مطلع الثمانينات . والمبدأ المقصود هو : ” le parallélisme des formes ” ؛ أي أن الظهير هو الذي يعدل او يتمم او يغير الظهير، وأن المرسوم هو الذي يعدل او يتمم او يغير المرسوم … الخ .
وعليه، فإن أي تجاوز لوضع وصفة رئيس الحكومة و. الأمين العام” المطبع” و”الموقع ” على اتفاقية الخزي والعار مع المحتلين الصهاينة الإرهابيين القتلة لا يمكن أن يتم إلا بقرار من نفس المستوى الذي يلغي هذا الاتفاق المشؤوم .. العار الكبير على جبين المغاربة رغما عنهم .
صحيح أن الجانب الإداري، من المنظور الواقعي، قد يجعل هذا الإجراء صعبا .. فلتصرح تصريحا واضحا أن التقدير بإمكانية إقامة سلام وعلاقات مع الكيان الصهيوني كان خاطئا وان التطبيع معه كان خطأ، لاسيما أن أجواء المعركة الأخيرة المباركة تعطيك المجال للقيام بذلك و بالإقدام على إلغاء الاتفاق او الإعلان عن سحب توقيعك منه ..
هناك واقعا وطنيا آخر نجم عن تفاعل المغاربة مع هذه المعركة المباركة، رغم ثقل التضحيات، وبفصلها .. لقد خرج المغاربة عن بكرة أبيهم، في كل البلاد من أقصاه إلى أقصاه .. خرجوا في كل مدن الشرق ومدن الغرب ومدن الشمال ومدن الجنوب ومدن الوسط .. وكما فعلوا في كل المناسبات، فقد رددوا شعارات كثيرة تمحورت كلها على شعار مركزي لديهم بحت حناجرهم بتريده دون توقف : *التطبيع خيانة* .
هذه هي الحقيقة التي عبر عنها الشعب المغربي قاطبة .. قولا واحدا : *فالقضية الفلسطينية وقضية وطنية .. والكيان الصهيوني عدو .. والتطبيع معه خيانة* …
فمن هو هذا الذي يكون ما يزال بالحد الأدنى من قدراته العقلية، وموقف المغاربة هو هذا، ويختار، مع ذلك، مربعا غير مربع شعبه، بل ويختار مربعا يصفه ويرسمه شعبه في نطاق الخيانة ؟!
بقيت الرسالة إلى المطبعين المناولين او ” العطاشة” لدى جاسوس تل أبيب بالرباط .. فلهؤلاء لا نقول بأن ترديدكم لتدويينات ما يسمى مكتب الاتصال و ما يسمى رئيسه وتصريفها في “مقالات ” في المنابر إياها .. وبأن ” تحليلات” المحللين الذين لايرون ان الشعب الفلسطيني بأجمعه انتفض في كل أماكن تواجده؛ في القدس والجليل والخليل ورام الله والله والرملة ويافا وحيفا والنقل وبئر السبع وفي غزة العزة وفي كل مخيمات اللجوء في دول الجوار والمهاجر .. الشعب الفلسطيني مسلميه ومسيحييه .. إسلامييه ويسارييه وقومييه، .. سياسييه وفدائييه .. رجاله ونسائه .. شيبه وشبابه .. كل الشعب الفلسطيني قام قومةورجل واحد في وجه النظام النازي، النظام الفاشي في تل أبيب ..
هؤلاء لن ندعوهم ليفتحوا عيونهم ليروا أن الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، بمسيرات بمآت الآلاف في أوروبا وأمريكا، هي التي واجهت مجازر الاحتلال الصهيوني شركه العنصرية وقطعان مستوطنيه .. وليس ” حماس” المرتبطة بإيران !
هؤلاء لن ندعوهم لشيء ولن نطلب منهم شيء .. لالشيء إلا لأننا نعرف أنهم مقتنعون بأن يكونوا ممتثلين لوضعهم الذي اختاروه لأنفسهم ، وهو أن يتخلوا عن كرامتهم وعن عقلهم وإنسانيتهم ووطنيتهم و ألا يزيدوا ولا ينقصوا، فيما يقولون ويكتبون ويروجون، حرفا واحدا عما يملي عليهم، تحت طائلة الخصم من الراتب والعلاوات، جاسوس تل أبيب بالرباط ..
هذا كان النظام، قبل التطبيع الرسمي، مع الرؤساء في تل أبيب؛ السياسيين كعوفير جندلمان و موفديهم بالمغرب الاستخباريين كبروز مادي وايزمان و إيغال بنون وسيمون سكيرا والعسكريين كيهودا افيكسر .. وهكذا يبقى النظام، بعد التطبيع، مع ممثل الجاسوسية ونشر الفتن فيما يسمى مكتب الاتصال .
*أخر الكلام*
هي كلمات بصيغة التذكير على سبيل : وذكر إن نفعت الذكرى .. لكنها، بالوجه الآخر، صرخة في وجه كل المعنيين بأن الشعب الذي خرج ودرع مدن البلاد، عبر كل التراب الوطني، ردد ويردد وسيبقى يردد : القضية الفلسطينية قضية وطنية .. فلسطين أمانة .. والتطبيع خيانة، وأنه بريء من كل المقامرات بالوطن .
إن الصحراء المغربية في مغربها والمغرب في صحرائه كما هو واقع الأمور بفضل الله وبتضحيات الشعب المغربي وأرواح ودماء جيشه .
أما التطبيع مع العدو الصهيوني فليس هو ما أتى ولا يمكن أن يأتي بالصحراء .. وقد، لا قدر الله، إذا استمر هذا العته .. يضيع المغرب !
وآخر دعوانا، مرة أخرى، أن اللهم اسق، بوعيك، عبادك وبهيمتك !