الأردوغانية والإخوان والسلفية.. استمرار “البام” في عداء الإسلاميين وارتكاب أخطاء الماضي
هوية بريس – نبيل غزال
قبل يومين خرج الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، ليؤكد أن الحزب الذي يقوده ارتكب أخطاء بحق كل المكونات الحزبية بما فيها العدالة والتنمية، وقدم وهبي، في هذا الإطار، اعتذاره لكل الأحزاب السياسية على ما اقترفه “البام” في وقت سابق من أخطاء، مؤكدا مدَّ يد التعاون لجميع الفرقاء، رافضا في الوقت نفسه التقاطبات الأيديولوجية.
لكن المثير أن الأمين العام السابق للبام، حكيم بنشماش، ومباشرة بعد حوار وهبي مع منبر “هسبريس” وجه نداء لمناضلات ومناضلي حزبه، بشر من خلاله بمشروع “حداثي ديموقراطي”، وحذر من “أردوغانية مغربية يصعب استدراكها، من شأنها رهن عمل المؤسسات التمثيلية، وطنيا وترابيا، لولاية أخرى”.
بنشماش نفسه، وفي تصرّف مثير، رفض يوم الجمعة الماضي ملتما من أجل توقيف جلسة التصويت على “مشاريع القوانين”، لأداة أداء صلاة الجمعة، وعلق رئيس مجلس المستشارين على الطلب بقوله “العمل عبادة واللي بغا يمشي يصلي يمشي يصلي”!
القيادي البارز بحزب الجرار، وفي مقال له بعنوان “طريق الانبعاث”، جعله طريقا إلى المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، شدد على أن الحزب الذي يمثله “سيظل في طليعة القوى السياسية التي تعمل على الحد من الآثار السياسية والمجتمعية السلبية لمشاريع الإسلام السياسي سواء منها تلك التي في التسيير الحكومي أو التي في خارجها، وذلك بكل الوسائل التي يكفلها الدستور والقانون. وكل من يوهم، من حزبنا، الرأي العام، بإمكان تغيير هذا الموقف الثابت، فهو لا يمثل خط الحزب، ولا يعدو تمثيل رغباته الذاتية التي لا تعني مؤسسات الحزب في شيء“.
وهذا يذكرنا بخطاب سلفه إلياس العماري، الذي ما فتئ يكرر أن “حزب الأصالة والمعاصرة جاء لمواجهة الإسلاميين ودفاعا عن المسلمين”!
ويحسن بنا التذكير ها هنا أنه في سنة 2015 استضاف حكيم بنشماش في شهر رمضان المبارك بالمكتبة الوطنية بالرباط الملحد المصري “سيد القمني” الذي يعلن حربه على كل الشرائع السماوية، الإسلام واليهودية والنصرانية، ويسب الأنبياء والمرسلين، ويطعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ويتهم الصحابة ونقلة الوحي باللهث وراء الدنيا والمال والاقتتال من أجل السلطة!
وبحضور بنشماش، طعن القمني في مداخلة له بعنوان بعنوان “قراءة عقلانية لتراثنا الديني” في نظام البيعة ووصف بـ”النظام الاستبدادي”، و”آلية يوظفها الديكتاتور للجلوس على كرسي الحكم بالقوة”، ونحن نعلم أن هذا النظام معمول به في المغرب، والملك محمد السادس يعتبر أميرا للمؤمنين وفقا لهذا النظام.
يبدو أن حزب التراكتور، ورغم محاولة أمينه العام الحالي، عبد اللطيف وهبي، لم يستطع التخلص من عوامل نشأته، والنعرات الفكرية لحركة “لكل الديمقراطيين”، ولازال إلى اليوم يمعن في الاحتراب الأيديولوجي الذي كلفه غاليا، وساهم في استثارة غضب المتابعين والحد من امتداده، رغم الدعم الكبير الذي كان ولازال يحظى به.
البام يجب أن يعلم جيدا أنه حزب سياسي يتعين بحقه احترام الثوابت الدستورية، وأهمها إسلامية الدولة، فبعد الهزات الكبيرة والعنيفة التي تعرض لها، وإفلاس المشاريع الخارجية التي كانت تراهن عليه (مجموعة آخر ساعة)، إن لم يدرك أن إثبات الوجود يكون من خلال احترام المرجعية الوطنية، والبرامج الذي يطرحها، وكفاءة ونزاهة المرشحين الذين يمنحهم التزكية، فإن اعتذار وهبي لن يجدي شيئا وستستمر معاناة الجرار يوما بعد آخر.
كلام هؤلاء الكراكيز مسخرة، لأنهم أجمعون لم يحققوا مند نشأة هذا الحزب الدخيل عشر ما يحققه أردوغان في السنة الواحدة، فلا مجال للمقارنة. فالاردغانية مفغرة لكل مسلم.
هؤلاء ليسوا مغاربة ولن يمتلكوا الحق في تسيير زمام الأمور المغرب والمغاربة لأنهم ذيول ماكرون والاسلامفوبيا
اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير
عبد الله بن مسعود