بنعدي لأخبار اليوم: إلياس العماري يقوم بحركات أخيرة مثل ديك مذبوح
هوية بريس – متابعة
مع اقتراب موعد المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة في 21 أكتوبر الجاري، تتصاعد حدة المواجهات والتسريبات، بين تيار إلياس العماري، الذي يسعى إلى إدامة قبضته على الحزب بعد رحيله، ومجموعة أخرى لا ترى أن مجموعته يجب أن تنتهي. حسن بن عدي يدافع عن ضرورة طي صفحة إلياس، ويكشف حقيقة ما يروج داخل التنظيم.
لماذا أًصبحت مستهدفا من طرف تيار إلياس العماري داخل الأًصالة والمعاصرة، بعد اتهامك بتسريب أخبار للصحافة؟
هذه اتهامات سخيفة، نحن لسنا جماعة سرية تعمل في الظلام. هناك عدد من أعضاء المكتب السياسي يتحدثون للصحافيين، والصحافة تقوم بدورها، وعندما نشرت ما يروج عن فيلا بنشماش، عوض أن يردوا، قاموا بعملية بهلوانية من خلال تسريب موضوع حصولي على تعويض من الحزب، والغرض من ذلك هو القول إن الكل فاسد في الحزب، وإنه لا يوجد بديل عن مجموعة إلياس العماري.
هل تتهم مجموعة إلياس بتسريب خبر حصولك على أجرة 40 ألف درهم من الحزب؟
خلال آخر اجتماع للمكتب السياسي استمعنا إلى عرض لفاطمة الزهراء المنصوري، حول ترتيبات عقد المجلس الوطني، المقرر هذا الشهر، وفي نهاية الاجتماع، توجه إلي عزيز بنعزوز بالكلام، واتهمني بتسريب أخبار للصحافة عما راج في اجتماع سابق للمكتب السياسي حول قضية فيلا بنشماش، وقد كان ردي عليه حينها، هو إما أن يسحب اتهاماته ويعتذر أو سأنقل النقاش معه إلى الساحة العمومية، فاعتذر لي وقبل رأسي. ولكن مباشرة بعد ذلك، بدؤوا يهاجمونني في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعدها جاءت تصريحات عبداللطيف وهبي في برنامج في “قفص الاتهام”، التي قال فيها إن إلياس العماري استقال من الحزب لأنه وجد نفسه معنيا بالخطاب الملكي في عيد العرش، الذي تحدث عن الفاسدين، فقرر الاستقالة. مباشرة بعد هذا التصريح نشر موقع “كود”، خبر حصولي على 40 ألف درهم شهريا من مالية الحزب.
أنت تقول إن المبلغ هو في حدود 30 ألف درهم فقط؟
فعلا، ولا بد من التذكير بأن إلياس العماري هو الذي اقترح علي ذلك، لأنني كنت قد ابتعدت عن الحزب. لقد سبق أن صرحت في حوار مع “أخبار اليوم”، قبل المؤتمر الذي صعد فيه إلياس العمري، بأنني ابتعدت عن الحزب، ولكنهم بعثوا لي لكي أحضر افتتاح المجلس الوطني ورفضت، وقد كنت مقتنعا بأنني يستحيل أن أشتغل مع شخص إلياس العماري.
لكن كيف أقنعكَ بالعودة للحزب، وتولي مسؤولية الأكاديمية؟
لقد تعرضت لإلحاح وضغوط كبيرة، وقيل إنه ستكون هناك صفحة جديدة. ويمكنني القول إن إلياس العماري كذب على الناس فوق وتحت. في هذا السياق قبلت تحمل مسؤولية الأكاديمية وتركت أشغالي، لأنني كنت أشتغل في الجامعة وأعد دراسات، وعرض علي أجرة 30 ألف درهم، وهي أقل مما كنت أحصل عليه. هذا علما أنني لم أكن أحصل على هذا التعويض من الحزب تحت الطاولة، وإنما كان عبارة عن شيك شهري، من حساب باسم الأكاديمية يحمل توقيعين، توقيعي الشخصي كمسؤول عن الأكاديمية وتوقيع محاسب الحزب.
ما الغرض من تسريب هذا الخبر؟
إنهم يريدون أن يقولوا إنه لا يوجد صالحون داخل الحزب، وإن الجميع فاسدون.
لكن الأكاديمية لم تظهر عمليا للوجود؟
الأكاديمية مرتبطة بمشروع الحزب. يمكنني أن أؤكد أن فكرة الأكاديمية لم تكن أصلا فكرة إلياس، بل قام كعادته بالالتواء عليها، وفيما بعد عرقلها، لأنه لا يريد أن يكون هناك صوت داخل البام سوى صوته.
ماذا بعد استقالة إلياس؟
لا مستقبل للأصالة والمعاصرة إذا لم تطو صفحة إلياس كليا، وهي الصفحة التي انطلقت منذ ذهاب مصطفى الباكوري، وامتدت إلى إعلان نتائج الانتخابات التشريعية. منذ ذلك الوقت والحزب يقوم بحركات بهلوانية، ولا يسمع أي صوت سوى صوت العماري.
لا يمكن للحزب أن يستمر في ممارسة السياسة من خلال الدعايات المثيرة والخرجات الإعلامية التي لا يبنى عليها عمل، ولا يمكن أن نستمر في الكذب اليوم وغدا، معتقدين أن ذاكرة الناس قصيرة، لأن الجماهير تميز بين الصالح والطالح.
هل تتوقع أن يوقف إلياس العماري صرف راتبك بعد هذا التراشق؟
لا أعرف. سأنتظر نهاية الشهر، لكن إذا كان يعتبر أنني أنتظره لكي يشغلني بـ30 الف درهم، فيجب أن يعود إلى الماضي ليطلع على نضالي في الاتحاد المغربي للشغل. لا يمكن أن أقبل الإهانة بهذا الشكل من شخص بات يقوم بحركات أخيرة مثل ديك مذبوح. فرغم استقالته، فإنه يسعى لكي يستمر في التحكم في الحزب، ويمكن للصحافة أن تتأكد من ذلك.
في 21 أكتوبر لكم موعد مع المجلس الوطني للبت في استقالة إلياس. كيف يجري التحضير لهذه المحطة؟
يتم التحضير في جو مشحون. بالنسبة إلي فإن إلياس قدم استقالته أمام الرأي العام، بل إنه أخبر بها الصحافيين قبل أن يبلغ المكتب السياسي بها، ولهذا فالحزب لم يعد معنيا بها. الحزب يجب أن يدرس فتح صفحة جديدة من خلال، إما محطة المجلس الوطني أو مؤتمر استثنائي.
أعتقد أنه في هذه المحطة سيكون مطروحا، إما أن يكون البام أو لا يكون، أي يتم إنهاؤه. ليس لدي تصور أو مخطط، لكن أراهن على أن هناك صالحين داخل الحزب أكثر من الفاسدين. ومن الصالحين هؤلاء المنتخبون الذين التحقوا بالحزب، والذين حملهم إلياس العماري مسؤولية استقالته. لقد اتصلت بهؤلاء وقلت بأن 60 في المائة منهم أتوا من ميدان الأعمال، وحققوا نجاحات في حياتهم وأنهم يعتبرون مكسبا للحزب، وعوض أن نسبهم ونحملهم المسؤولية، علينا أن ندافع عن السفينة ونحررها.
بخصوص التعويضات المالية داخل الأصالة والمعاصرة، هل هناك قيادات في الحزب تحصل على أجور شهرية؟
طبعا، هناك من يحصل على أجر شهري، لكن لا أريد التحدث عن هذا الموضوع حاليا.
ألم تطرحوا شفافية التدبير المالي للحزب في ظل مسؤولية إلياس العماري؟
إلياس العماري يقول إن المجلس الأعلى للحسابات أشاد بالتقرير المالي الذي قدمه الأصالة والمعاصرة، واعتبره الأفضل. أتمنى أن يكون هذا صحيحا وأن يتحمل المجلس الأعلى للحسابات مسؤوليته. هذا فيما يتعلق بتمويل الدولة، أما بخصوص التمويلات التي يقدمها الأشخاص فهم يتحملون مسؤوليتها. ما أؤكد عليه هو ضرورة المطالبة بالشفافية، واعتمادها لأن دولا كبيرة وقلعة مثل الاتحاد السوفياتي سقطت بسبب غياب الشفافية، فأحرى حزب مثل البام.
خلال اجتماع للمكتب السياسي أًثارت فاطمة الزهراء المنصوري، قضية “الفيلا” التي اشتراها بنشماش؟
فاطمة الزهراء قالت كلاما مسؤولا، فقد تحدثت عن تدهور صورة الحزب بسبب ما يروج في وسائل الإعلام، ودعت المكتب السياسي إلى توضيح الأمور بخصوص ما يروج عن “الفيلا”. وبعدما تم نشر ما قالته، طلبوا منها أن تكذب ذلك، لكنها رفضت ذلك، وقالت إن ما نشر هو فعلا ما قالته. لكن لحد الآن لم يوضحوا شيئا عن هذه “الفيلا”، ومؤخرا سمعنا أن بنشماش طلب أن يعرض نفسه على لجنة الأخلاقيات في الحزب ليقدم المعطيات عن هذه “الفيلا”، ولا أعرف لماذا لم يقدم لنا المعطيات في المكتب السياسي.
(المصدر: “اليوم24”).