بنكيران: طـاعة الأوامـر عـبـادة ولـيست عـادة

02 أغسطس 2025 17:01

هوية بريس – د.رشيد بن كيران

بنكيران: طـاعة الأوامـر عـبـادة ولـيست عـادة

◆ إن طاعة ولاة الأمور في التصور الإسلامي ليست مجرد انـقـياد تـلقـائي، ولا عـرفـا اجتماعيا متوارثا، بل هي عبادة قلبية وعملية، تبذل لله أولا وأخيرا، وتمنح لمن يستحقها وفق ميزان الشرع.

◆ وكما أن العبادة لا تقبل إلا إذا تحققت شروطها وأركانها، فكذلك الطاعة لا تصح إلا إذا استوفت شروطها.

ومن أهم شروط الطاعة المشروعة:

1. أن تكون في المعروف، لا في المعصية أو الظلم.

2. أن تـؤدى بنية التـعبد لله، لا تـملقا ولا خوفا من أحـد.

3. أن يكون المـطاع مستحقا للطـاعة شرعا، من حيث الولاية والاستقامة.

4. ألا تفضي الطـاعة إلى ظلم أو إثم أو تعدّ على حـدود الله.

■ وأما إذا اختلت هذه الشروط؛

▪︎ كأن تـمنـح الطـاعة لمن غـفـل عن الله واتـبـع هـواه،

▪︎ أو تـمارس على وجه العادة أو التبعية العمياء،

▪︎ أو يقدم فيها رضا المخلوق على رضا الخالق،

فهي طاعة مردودة، بل قد تبلغ مبلغ العبودية لغير الله، وتدخل في باب الشرك في الألوهية؛ قال تعالى:

﴿ٱتَّخَذُوۤا۟ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَـٰنَهُمۡ أَرۡبَابا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِیحَ ٱبۡنَ مَرۡیَمَ وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوۤا۟ إِلَـٰها وَ ٰ⁠حِداۖ لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَـٰنَهُۥ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة:31].

▪︎ وكما لا تصح الصلاة بلا طهارة، لا تصح الطاعة بلا بصيرة والتزام حدود الله.

▪︎ وكما أن الرياء يفسد العبادة، فإن التملق والنفاق يفسدان الطـاعة.

■ ومن كلمات الله التي جاءت ترسي قاعدة عظيمة في باب الطـاعة قوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطا﴾ [الكهف:28].

▪︎ فمن كانت سمته الغفلة عن الله وذكره بشموليته،

▪︎ واتـباع الهـوى،

▪︎ والانـفـلات في الأمـر إفراطا أو تفريطا،

فلا يصح أن يُتخذ مـطاعـا في الدين أو باسم الله، سواء كان رئـيسا، أو وزيـرا، أو عـالـما، أو مـربـيا.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
9°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة