بنكيران: لغة التدريس في بلادنا.. فلسطين أخرى تُغتصَب من الداخل

هوية بريس – متابعة
تحت عنوان “لغة التدريس في بلادنا… فلسطين أخرى تُغتصَب من الداخل“، كتب الدكتور رشيد بن كيران “هناك شبه كبير بين الطريقة التي تدار بها القضية الفلسطينية والطريقة التي تدار بها القضية اللغوية في بلادنا، وبخاصة ما يتعلق بلغة التدريس“.
وأضاف الفقيه المغربي “ففي كلتا القضيتين تتوفر فيها كل عناصر الشرعية والحق التاريخي والحجج المنطقية التي تؤكد أحقية أصحاب الأرض أو أصحاب اللغة، ومع ذلك تُختلق سرديات بديلة ومغالطات تُروّج بوسائل إعلامية وثقافية متقنة لتشويه الوعي الجمعي وسلب الثقة بالذات”.
وتابع بنكيران “فكما أن الصهيونية العالمية اخترعت أسطورة “فلسطين أرض بلا شعب، وإسرائيل شعب بلا أرض” لتسويغ احتلال لا يستقيم مع العقل ولا القانون، نجد في المقابل من يروج داخل بلداننا لأساطير مشابهة في ميدان اللغة والهوية، مثل زعم أن العربية ليست لغة علم ولا مواكبة للتطور، أو أن التمكين للغة الفرنسية البئيسة هو السبيل الوحيد للنهضة والانفتاح”.
وأكد بنكيران في منشوره “إنها آلية واحدة تتكرر: في الأولى يُسلب الأرض والوطن من أهله باسم الواقعية المزورة والتاريخ المزعوم، وفي الثانية يسلب اللسان من أهله باسم التطوير والانفتاح الموهوم”، مردفا “وبينما يحارب الفلسطيني في حقه في الأرض، يحارب المغربي الأصيل في حقه في لغته التي هي وعاء فكره وهويته ووسيلة نهضته وتقدمه”.
ولذلك، فالقضية اللغوية، حسب بنكيران “ليست مسألة أكاديمية أو تقنية كما يراد إيهام الناس، بل هي قضية سيادة ووعي وشرط في النجاح وتحقيق الذات، تماما كما هي القضية الفلسطينية؛ فكل تهاون في الدفاع عن اللغة هو تفريط في ركائز الهوية وأسباب النجاح، وكل تفريط في الهوية هو خطوة أخرى نحو فقدان السيادة والاستقلال وإمعان في الفشل والخيبات المتكررة”.
كما أوضح في آخر منشوره، أنه “ليس من الصدفة أن تجد من يروج لسردية اللغة الفرنسية في التدريس في بلادنا هو من لديه القابلية للسردية الصهيونية والتطبيع معها”، مضيفا “للنفاق مرجعية واحدة وإن تنوعت المواضيع والمخططات”.



