بنكيران يتفاعل مع “صرخة الشباب”.. ويوجه رسالة إلى من يهمهم الأمر
بنكيران يتفاعل مع “صرخة الشباب”.. ويوجه رسالة إلى من يهمهم الأمر
هوية بريس – متابعات
تفاعل الدكتور رشيد بنكيران مع المظاهرات الشبابية السلمية التي شهدتها بعض المدن المغربية، حيث رفع المحتجون شعارات لمحاربة الفساد وإصلاح قطاعي التعليم والصحة بالمغرب.
الفقيه المغربي اعتبر أن هذه المطالب مشروعة بالكامل، موجها رسالته إلى من يهمهم الأمر بضرورة الإصغاء لجوهر هذه المطالب بدل الارتهان إلى المقاربة الأمنية وحدها، مؤكدا أن التعليم يقف على حافة الانهيار وأن الصحة العمومية تعيش تراجعا مقلقا، وأن دفعهما إلى منطق السوق لن يؤدي إلا إلى صناعة مأزق وطني قد ينفجر في أي لحظة.
وشدد د.بنكيران على أن التعليم والصحة جزء من الأمن الاستراتيجي الحيوي لا يقلان أهمية عن الدفاع الوطني أو القضاء، فالمواطن لا يشعر بالأمان إذا كان مهددا بالجهل أو المرض، حتى لو كان محاطا بجيوش جرارة وأسوار محصنة.
وربط الفقيه المغربي بين مطالب الشارع والمرجعية القرآنية، حيث اعتبر أن شعار “إسقاط الفساد” يعكس مبدأ قرآنياً صريحاً: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}، فيما يجد مطلب العدالة الاجتماعية أصله في قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}، مبرزاً أن هذه المطالب ليست مجرد شعارات بل هي تعبير عن قيم عليا.
ولم يخف بنكيران انتقاده الشديد للوبيات الفساد، التي وصفها بالمتغولة والمستفزة اجتماعيا، مستحضرا ما وقع في صندوق التقاعد كمثال صارخ على تهديد السلم الاجتماعي.
كما دعا إلى تفعيل قانون “من أين لك هذا؟” كخطوة أساسية لمحاسبة المفسدين واسترداد الأموال المنهوبة، مؤكدا أن تكرار شعار “عفا الله عما سلف” لن يعيد الثقة ولن يوقف نزيف المال العام، ومشيرا أيضا إلى أن الواقع، كشف عن لوبيات فساد متغولة وعن ظلم اجتماعي مستفز، وهذا ما أشار إليه الخطاب الملكي بصراحة حين تحدث عن مغرب يسير بسرعتين مختلفتين.
وفي موضوع الصحة، شدد بنكيران على ضرورة الاعتراف بالواقع الكارثي للمستشفيات العمومية، ومحاسبة المسؤولين عن السياسات التي حولت العلاج إلى تجارة في آلام الناس بدل أن يكون خدمة لحقهم في الحياة والكرامة. ولم يغفل بنكيران التوقف عند سياسة الإلهاء عبر المهرجانات الباذخة، معتبرا أن الشباب أذكى من أن تنطلي عليهم مثل هذه الألعاب، بينما واقعهم يئن تحت البطالة وتردي الخدمات الأساسية.
واختتم الفقيه المغربي تدوينته برسالة مباشرة إلى الدولة مفادها أن تجاهل أصوات الشباب لن يؤدي إلا إلى توسيع الهوة بينها وبين المجتمع، وأن الإصغاء الصادق لهم هو الخطوة الأولى نحو الإصلاح الحقيقي وبناء وطن متماسك ينعم فيه المواطن بالأمن والعدل معا.
